من مصدر إيراني مطّلع: ردٌّ على رسالة يوآف غالانت… بين الوهم والغطرسة
يوسف حسن-
في رسالته الأخيرة إلى قائد الثورة الإسلامية في إيران، تحدّث وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت بكثير من الثقة والغطرسة، معلنًا ما وصفه بـ”تفكيك الاستراتيجية الإيرانية” المعروفة بـ”حزام النار”. غير أن الحقيقة، كما يراها مصدر إيراني مطّلع، تختلف جذريًا عمّا طرحه غالانت، بل تُظهر عمق سوء فهمه للواقع الاستراتيجي والمعنوي في المنطقة.
أولًا: إيران لا تبني حلقات نار… بل تزرع محبة في قلوب الشعوب
يقول المصدر:
“السيد غالانت، لقد وصفتم استراتيجية إيران في المنطقة بأنها (حزام نار)، وادّعيتم أنكم مزّقتموه كما يُمزّق السكين قطعة الزبد. لكنّكم مخطئون في التشخيص من الأساس. إيران لا تسعى لإشعال النار، بل لغرس القيم في القلوب. استراتيجيتنا لم تكن أبدًا قائمة على تطويق الكيان الصهيوني بالنار، بل على مدّ جسور التأثير المعنوي والثقافي والروحي مع شعوب هذه المنطقة الإسلامية.
الشعوب، لا الصواريخ، هي من تُفشل مخططاتكم. أنتم – أيها الصهاينة – الغُدّة السرطانية التي لا تنتمي لجغرافيا هذه الأرض ولا لذاكرتها. وستكتشفون، عاجلاً أم آجلاً، أن الشعوب هي من ستقرر مصيركم… وستطردكم من الأرض التي اغتصبتموها.”
ثانيًا: غطرسة التكنولوجيا لا تحجب الحقيقة
ويضيف المصدر الإيراني:
“تتحدثون عن تفوّقكم التكنولوجي، وتقولون إن لكم عيونًا وآذانًا في كل مكان. لكن، هل أنتم متأكدون أن هذه الأدوات تمنحكم تفوقًا مطلقًا؟ هل تعتقدون أنكم وحدكم من يمتلك المعرفة والتقنيات؟!
لقد رأيتم جزءًا صغيرًا من قدراتنا في الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا. جُنّد العالم كلّه – من أنظمة دفاعية غربية إلى غرف عمليات افتراضية – لمنع وصول صواريخنا، ومع ذلك، انهالت الضربات على تل أبيب وحيفا وبئر السبع، وتزلزلت الأرض تحت أقدامكم.
تعتقدون أننا لا نرصد تحركاتكم، ولا نسمع ما يدور بينكم وبين حلفائكم؟ نحن لا نمتلك فقط أدوات العلم، بل نمتلك قوة لا تفهمونها ولن تقدروا عليها: قوة الله.
هذه القوة هي التي وعدتنا بالنصر على أعدائه، وهي التي ستهزمكم في نهاية المطاف.
أنصحكم بالرجوع إلى كتبكم الدينية، وسؤال علمائكم الأمناء – إن وُجدوا – عن مصير من يخوض معركة الحق والباطل. حينها ستعرفون أن الغلبة في النهاية ليست لمن يملك الطائرات المسيّرة، بل لمن يتمسّك بالحق.”
ثالثًا: أنتم من يستعجل إعلان النصر
ويختم المصدر الإيراني قائلاً:
“لقد تسرّعتم يا سيد غالانت في إعلان انتصاركم. هذه الليلة المظلمة ستنقشع، والفجر آتٍ لا محالة. حينها فقط سيُعرَف من المنتصر الحقيقي. نحن نواصل طريقنا – في زمن الأنالوج، وفي عصر الديجيتال، وسنواصل حتى في مستقبل الكوانتوم – لأن جوهر معركتنا ليس في الشكل، بل في المبدأ.
أما أنتم، فحتى في العصر الرقمي، ستظلون في عجز عن تحقيق نصر حقيقي، لأنكم ببساطة… في موقع الباطل.
فكّروا قليلاً. إذا بقي فيكم بقية من عقل، غادروا هذه الأرض الإلهية طوعًا، قبل أن تعودوا إلى التيه الأول، وتتذوقوا من جديد طعم الشتات الذي كتبه الله عليكم. لا تنتظروا أن تُسلَب منكم أرواحكم تحت صواريخ الغضب الإلهي.”
وختامًا، فإن ما تفهمه الشعوب العربية والإسلامية – من المحيط إلى الخليج – أن السيد علي خامنئي ليس مجرد قائد لإيران، بل رجل حكيم وبصير، يحمل همّ الأمة ويذود عن مصالحها العليا في وجه الكيان الصهيوني الغاصب، ولذلك فإن دعمه للمقاومة يجد في قلوبهم تأييدًا صادقًا وواعيًا، يُترجَم على الأرض موقفًا وميدانًا.