مشاهد بالعين المجردة الزهرة في استطالته العظمى فجر الأحد

الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
أوضح ذلك المهندس . ماجد ابوزاهرة
يصل كوكب الزهرة فجر يوم الأحد 1 يونيو 2025 إلى واحدة من أبرز محطاته الفلكية خلال العام حيث يبلغ الاستطالة العظمى الصباحية وهي الحالة التي يصل فيها الكوكب إلى أقصى ابتعاد زاوي عن الشمس كما يرى من الأرض بمقدار يقارب 46.5 درجة قوسية.
عند هذا الموضع يظهر الزهرة بلمعان واضح وجذاب في سماء الفجر حيث يبلغ لمعانه الظاهري بنحو -4.3 ما يجعله من ألمع الأجسام في السماء بعد الشمس والقمر.
الزهرة هو أحد الكواكب الداخلية أي أنه يقع في مداره داخل مدار الأرض حول الشمس، ولذلك لا يمكن رؤيته إلا في فترتين محددتين: قبل شروق الشمس أو بعد غروبها. عندما يصل إلى الاستطالة العظمى يكون في أبعد نقطة زاوية عن الشمس،ك وهو ما يتيح فرصة لرؤيته بوضوح دون أن يطغى وهج الشمس عليه.
تنقسم الاستطالات إلى نوعين: شرقية حين يظهر الزهرة بعد الغروب ويعرف حينها بنجم المساء وغربية حين يظهر قبل الشروق ويعرف حينها بنجم الصباح، وفي هذا الحدث تحديداً يكون الزهرة في استطالته الغربية العظمى ما يجعله مرئياً بوضوح قبل شروق الشمس على ارتفاع يتراوح بين 25 إلى 30 درجة فوق الأفق الشرقي.
يمثل هذا الحدث الفلكي فرصة مثالية لهواة الرصد والتصوير الفلكي إذ تكون ظروف الرؤية مواتية جداً حيث يظهر الزهرة بعيداً عن وهج الشمس ويمكن رصده بالعين المجردة بكل سهولة كنقطة فائقة السطوع وغالباً ما يخطئ البعض فيظنه نجماً غريباً أو طائرة في السماء.
كما أن هذا الوقت يعتبر مثالياً لتصوير الزهرة باستخدام التلسكوبات حيث يمكن رؤية طوره بوضوح إذ يظهر على شكل نصف قرص مضاء تماماً كما يحدث مع أطوار القمر.
الوقت الأنسب لرصد الزهرة سيكون بين الساعة الرابعة والنصف فجراً وحتى الخامسة والنصف تقريباً أي قبل شروق الشمس بساعة إلى ساعة ونصف.
كوكب الزهرة لا يظهر قرصاً مضاء بالكامل كالقمربل يمر بأطوار مختلفة حسب موقعه من الشمس والأرض وعند الاستطالة العظمى يبدو في طور نصف دائري ثم يتغير طوره تدريجياً مع تقدمه في مداره متجهاً نحو الاقتران العلوي أي عندما يكون خلف الشمس مباشرة بالنسبة للأرض ما يؤدي إلى اختفائه التدريجي من سماء الفجر خلال الأسابيع التالية.
نظراً لسطوعه اللافت منذ القِدم ارتبط الزهرة بأساطير عدة وكان يلقب بـ”نجم الصبح” في ثقافات مختلفة ولا يزال يحتفظ بهذه التسمية حتى اليومو وبعد هذه الاستطالة الصباحية سينقل الزهرة تدريجياً إلى المساء ليعود إلى الاستطالة الشرقية التالية يوم 13 نوفمبر 2025 أما الاستطالة الغربية الصباحية القادمة فلن تحدث إلا في 9 أبريل 2027.
يمثل هذا الحدث فرصة ذهبية لكل محب للفلك أو للتصوير إذ يظهر الزهرة في ذروة لمعانه وبهائه في وقت يكون فيه الأفق الشرقي مغموراً بضوء الفجر فتتكون لوحة سماوية تستحق أن تُرصد وتوثق.