مقالاتمنوعات

مسالك التوزيع و الحرب المدمرة التي ستؤدي الى التجويع

منظومة مسالك التوزيع هي آلية وضعتها الدولة لتعديل العرض و الطلب و التحكم في السوق وفق قوانين واضحة تتضمن الردع و استعمال القوة عند مخالفتها او عند إختراقها بمتطفلين عليها.

رئيس الدولة يرى فيها منظومة تجويع و اعلن الحرب الضروس عليها ، و ياتي هذا الاعلان عقب عجز الدولة القيام بدورها في مراقبة و متابعة المسالك التي تتحكم فيها مباشرة و الاخرى التي تشرف عليها هياكلا موكلة من الدولة.

اعلان الحرب بالطريقة التي اعلن عليها رئيس الدولة ستدمر هذه المنظومة دون ان يكون بديلا جاهزا لها لانها ستاتي على المخازن الاحتياطية و التبريرية بدون تمييز مثلما حدث منذ 25 جويلية. 2021 التي نتج عنها ارتفاع مهول لكل الاسعار آضحي اليوم السبب الاساسي في تجويع التونسيين .

نجاح و فشل مقاومة الاحتكار و الحفاظ على المسالك السليمة و القانونية يعود بالاساس الى هيبة و قوة الدولة و الشفافية في تنفيذ الاجراءات و في التراتيب التي اثبتت جدواها طيلة عقود وفق خيارات مسؤولة عليها مثل تجنب ندرة المواد التي تدعمها الدولة و تشرف على توزيعها وهي الاخطر اليوم .

و عوضا الدخول في مغامرات تشريعية جديدة و تدمير المنظومة الحالية ، ان على الدولة توخي الطرق السلسة و الناجعة في التحكم في ما يعود اليها من توفير المواد وحسن التصرف فيه بعد الفشل الذريع و تشريك مختلف التنظيمات المهنية و الاجتماعية و القطاعية في احكام سلامة المسالك و اقحام هياكل الردع وفق خطة مساندة و تدخل للفاعلين في المسالك بتطهيره المخترقين له و من المنحرفين منه و من المهربين الذين يمثلون الخطر الحقيقي على اقتصاد البلاد .

ان في تدمير المسالك الحالية دون بديل ناجع و سريع المردود هو اخطر ما يمكن ان يحدث و اخطر اسباب التجويع،. فالاولوية الفرز بين مقاومة المخازن العشوائية و الموازية و المهربين و مراقبة المخازن النظاميين وهي الضرورة العاجلة

لزهر الضيفي كاتب عام ودادية قدماء البرلمانيين

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى