
“مخزن الكنوز” في شمال شرقي آسيا
أفادت صحيفة الإنترنت الصينية “1 كوريان نيوز” أن كوريا التي تملك مكامن هائلة من الغرافيت
على مستوى العالم اتخذت الغرافيت كمادة مرشحة للتنمية ذات الآفاق الواعدة وأرست أسلوب تحويله
القائم على التكنولوجيا الرائدة حتى حازت على شهادة الجودة الدولية.
عندما كانت البلدان الأخرى توجه جهودها لتنمية صناعة الغرافيت الاصطناعي، عمل العلماء
الكوريون على تكثيف البحوث العلمية لإنشاء الصناعة المستندة إلى الغرافيت الطبيعي الذي يكمن في
باطن أرض بلادهم بكميات لا تنضب، بحيث نجحوا في معالجة القضايا العالقة في استعماله مثل نقاوته
ورابطه وترسيخ تقانة إنتاجه لوقت قصير في درجة الحرارة المنخفضة.
فقد أعلنت اللجنة التقنية الكهربائية الدولية، بناء على تحليلها العلمي لما ابتكرته كوريا من مادة
الفرجون الغرافيتي الطبيعي، أن كثافتها أقل بنسبة 7 بالمائة وموصليتها الكهربائية أكبر بنسبة 28 بالمائة
وشدتها أقوى بمقدار 5ر1 مرة من مادة الفرجون التي ظلت تحتكر السوق العالمية حتى الآن.
وإن الفرجون الغرافيتي الطبيعي الكوري المصنوع بالمواد الخام والتقنية المحلية مائة في المائة حُكم
عليه بأنه أفضل في العالم من حيث قابليته الكيميائية الفيزيائية والميكانيكية ونتيجة لذلك، أصبحت كوريا
بلدا حائزا على التقييس الدولي (IEC/PAS) في مجال الفرجون الغرافيتي.
سبق أن أخضع هذا الفرجون لعمليات اختبارية كافية في البلدان الأخرى وأجمع مستعملوه على القول
إنه أكثر تفوقا بشكل مطلق من أنواع أخرى من الفرجون من الزاوية الاقتصادية، نظرا لأنه لا يطلق أية
شرارة، فضلا عن عدم ظهور هرشه.
أما فيما يتعلق بموارد المعادن الخام من عناصر الأتربة النادرة التي تسمى بـ”فيتنامينات للصناعات”
فكوريا معدودة بالأصابع على نطاق العالم من حيث احتياطيها.
أصدرت إحدى منظمات البحوث الألمانية بيانا تعبر فيه عن قلقها على احتمال وقوع “حرب المعادن
النادرة” في العالم مع حلول عام 2030.
في ظل ظروف قلة البلدان ذات موارد المعادن الخام من عناصر الأتربة النادرة في العالم، يبدو
واضحا وضوح الشمس أن كوريا ستلعب دورا هاما في هذه “الحرب” القادمة.
إلى جانب ذلك، يكمن في كوريا خامات المعادن التي تبلغ أنواعها أكثر من 500 نوع.
لديها مخزون هائل من خامات الحديد المقدرة بمليارات الأطنان، وفحم الانتراسيت والفحم القاري،
وخامات المعادن الملونة والنادرة مثل الذهب والفضة والنحاس والرصاص والزنك والولفرام، وموارد
المعادن اللافلزية مثل المغنسيت والحجر الجيري والدولوميت.
فقد أصدر بنك الاستثمارات الأمريكي “غولدمان ساكس” تقريرا ينص على أن جمهورية كوريا
الديمقراطية الشعبية تملك مخزونا من الموارد التي تقدر قيمتها بحوالي 3700 مليار دولار أمريكي،
وأفادت الصحيفة الفرنسية “اللوموند” أن في باطن أرض كوريا الثروات بقيمة 6000 مليار دولار
أمريكي.
بما أن هذا البلد يسمى بـ”مخزن الكنوز” في شمال شرقي آسيا لامتلاكه الثروات الطبيعية الوافرة مع
كونه بلدا صغيرا، فيزداد اهتمام العالم به يوما بعد يوم.