فن و ثقافة

محمد قناوي يكتب :مهرجان البحر الاحمر البوابة الأولي نحو صناعة سينما سعودية

قبل عامين عندما تم الإعلان عن انشاء مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي ، والتي تنظم المهرجان السينمائي الدولي الذي قام بمدينة جدة ويحمل اسم المؤسسة عرفت نفسها بأنها جهة مستقلة غير ربحية تم تأسيسها لدعم صناعة السينما في المملكة العربية السعودية في مجالات الإنتاج، والتوزيع، والتعليم، والتدريب،وإطلاق العديد من المبادرات الرامية لدعم قطاع الثقافة والترفيه في المملكة، وخلال الدورة الأفتتاحية للمهرجان العام الماضي تم عرض مجموعة من الأفلام السعودية الخالصة بعضها تم عرضها في مهرجانات دولية مثل”قوارير وبلوغ وجنون والطريق 10″وشهدت هذه الأفلام احتفاءا كبيرا من الجمهور عند عرضها، فالمهرجان منذ أنطلاقه حدد لنفسه هدفا واضحا وهو دعم صُناع الافلام السعوديين الشباب لخروج افلامهم للنورمن خلال منصات متعددة “سوق البحر الأحمر، معمل البحر الأحمر،صندوق البحر الأحمر”وكانت النتيجة خروج سبعة أفلام سعودية للنور، تشهد الدورة الثانية عرضها العالمي الأول، ليصبح مهرجان البحر الأحمر البوابة الأولي والمهمة نحو صناعة سينمائية سعودية، فقد أتاح المهرجان الفرصة لعرض مواهب صناع الأفلام السعوديين،ونجح في إبراز المواهب المتألقة وفتح لها الطريق نحو العالمية، وتصل درجات الدعم الذي يقدمه المهرجان لصُناع السينما السعوديين لاقصي درجاتها، عندما يتم اختيار واحدا من الأفلام السبعة للعرض في ختام الدورة الثانية للمهرجان التي تنطلق الخميس القادم، حيث اختار المهرجان أن يُختتم فعالياته بعرض فيلم “طريق الوادي” للكاتب والمخرج السعودي خالد فهد وبطولة”حمد فرحان ونايف خلف وأسيل عمران” يحكي الفيلم قصة علي الذي هجرت أخته منزلهم للدراسة، وهي التي كانت تحيطه بالقبول والمحبّة؛ يقرر والد علي اصطحابه في رحلة إلى الوادي صوب معالجٍ شعبي، ليخلّصه من وصمة النقص المتمثّلة فيه،وبينما يتوه علي في الرحلة عن والده، يكتشف مستعينًا بالتجلّد والصلابة، أن هذه الرحلة تخبّئ له الكثير من التحدّيات التي يمكن مع تجاوزها أن يهزم اختلافه.

وقد تنوعت موضوعات وقضايا الأفلام السعودية التي يعرضها المهرجان هذا العام  بعضها جاء معبرا عن المجتمع السعودي والبعض الأخر تناول  قضايا عالمية، حيث تشهد برنامج الافلام السعودية العرض العالمي الأول لفيلم “الخلاط+” للمخرج فهد العماري المستوحى من سلسلة “الخلاط” التي حققت أكثر من ١،٥ مليار مشاهدة على الإنترنت وصنعت جيلاً من المخرجين والممثلين تعود بفيلم يحكي أربع مصائب اجتماعية مترابطة: لصوص يتسللون إلى زواج لإنقاذ شريكهم في الجريمةوأنفسهم.. طباخة في مطعم فاخر تحتال لإيقاف طلاق والديها وإعادة الشغف بينهما.. صديق يعود إلى مغسلة موتى لدفن سر وسط شك زوجة الميت..وأم تبحث عن زوجها الذي يبحث عن ابنه في ملهى ليلي، لكل مصيبة حل خفي، كما يُعرض فيلم”عبد” للمخرج منصور أسد والذي يحكي قصة رفض المجتمع لفيلمٍ صوّره صقر وزوجته لطيفة، يكافح صقر لمعرفة ما إذا كان سيستمر في عيش حياته أو يسافر عبر الزمن مختفيًا لإرضاء المجتمع وهناك فيلم “سطار” للمخرج عبدالله العراك تدور أحداث الفيلم حول قصة سعد الذي يحاول احتراف رياضة المصارعة، حيث تقدّم له إحدى منظّمات المصارعة الرائجة فرصة ذهبية لتحقيق حلمه، من باب اختبارات الأداء في الرياض. وحينما يفشل سعد في الاختبار، يقدّم له وكيل المصارعين علي هوجان فرصة أخرى، يحاولان من خلالها استغلال حلبات الرياض كمنصّة للوصول للعالميّة، أما صانع الأفلام السعودي محمد العطاوي ففي فيلمه “بين الرمال”، يحكي قصة سنام ؛ تاجر التبغ ابن الثالثة والعشرين ربيعًا في رحلته عبر الصحراء، حيث يقرر سنام الحيدة عن القافلة اختصارًا للطريق نحو قريته؛ حيث تُوشك زوجته على إنجاب طفلهما البِكر، لكنه يصطدم بكمين من اللصوص، وبعد أن سلبوه مؤونته؛ يتمسّك بالنجاة ملتمّسًا طريقه صوب القرية، حيث يصادف ذئبًا مهيبًا، يجد في خوفه منه سكينةً، تتوّج علاقتهما بالصداقة والانسجام، على نحو تستنكره قبيلته، لتسبّب خلافًا تزداد شقّته مع اختلاف مواقفهم، يعكس الفيلم صراع التمرّد والخضوع؛ والوفاء والخيانة، في قصّة مبنيّة على أحداث حقيقية وجرى تصويرها في مدينة نيوم لأوّل مرة، وفي فيلم”أغنية الغراب” أول فيلم للمخرج السعودي محمد السلمان،تدور أحداثه حينما يُشخّص ناصر بالسّرطان، تستحيل حياته إلى جحيم، ولا ينقذه منه إلا الفتاة الجديدة الآسرة التي تسيطر على هواجسه؛ فيحيا مقاومًا مرضه على أمل الفوز بحبّها. وبينما يواجه غياهب الموت، لا يجدّ مفرَّا من التدخّل الجراحيّ الذي لا يمكن التكهّن بنتيجته. تتفاعل كل هذه الصراعات في قلبه وعقله معًا؛ ويحيّره السؤال الأبدي: هل تنجينا أغاني الحبّ من الانشغال بالموت؟

اما فيلم “شيابني هني” إنتاج مشترك بين السعودية والكويت من إخراج زياد الحسيني يروي الفيلم قصة صديقي الطفولة اللذان يعثران فجأةً على مخبأ للبنادق المسروقة؛ يستشرفا فيه فرصةً لثراءٍ عظيم جنبًا إلى تجارتهم بالكحول. مما يشركهم في رحلة برّية غامرة ضمن عالم غامض أبطاله التجّار والإرهابيين، جنبًا إلى المرتزقة وأفراد العصابات والأسلحة. ضمن إطارٍ يستلهم تاريخ الكويت المُعاصر الذي تنصهر فيه الشعوب والثقافات المتباينة، وعبر قصّة سالم؛ الذي يمثّل المواطن الكويتي الوفيّ وحسن الطويّة، والباحث عن الإثارة بين ركام الرتابة والملل؛ والساعي وراء بلوغ أقصى إمكانيّاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى