مجتمع يخدم الجماهير العاملة

تقع اليوم في مختلف أرجاء كوكبنا الأرضي بلا كابح الأعمال التي تدوس حقوق الكادحين
بالأقدام دون رحمة، إلا أنه يختلف عن ذلك تماما واقع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
في فبراير/ شباط هذا العام، أقيمت في هذا البلد حفلات إطلاق عملية البناء الكبيرة الحجم
تباعا بحضور رئيس شؤون الدولة كيم جونغ وون.
من أجل معالجة مسألة المنازل لسكان العاصمة، قررت كوريا الاشتراكية بناء 10 آلاف
شقة سنويا خلال خطة السنوات الخمس الراهنة لتنمية اقتصاد الدولة ( 2021 – 2025 )
وتعمل على تنفيذ هذا القرار بدأب ومثابرة.
في هذا الإطار، تم إنجاز بناء شارع سونغهوا ومشروع المرحلة الأولى من منطقة
هواسونغ اللذين يضم كل منهما عشرة آلاف شقة سكنية، وأطلق مجددا هذا العام بناء عشرة
آلاف شقة من المرحلة الثانية في منطقة هواسونغ.
ومن المقرر أن يشيد شارع جديد مكون مما يربو على 4000 شقة في منطقة سوبو، إلى
جانب بناء 50 ألف شقة.

لا يقتصر بناء المساكن على العاصمة وحدها، بل وفي منطقة كومدوك، القاعدة العملاقة
لإنتاج المعادن الملونة أيضا، يجري العمل منذ عدة أعوام لبناء المدينة المنجمية، مدينة وادي
الجبل الفريدة ببناء 25 ألف بيت جديد.
بموجب خطة رئيس شؤون الدولة كيم جونغ وون لفتح عصر جديد من تطوير الريف،
بدأ العمل لتجديد ملامح القرى الريفية في أرجاء البلاد بشكل كامل منذ العام الماضي، حتى
انتقل الكثير من المزارعين إلى بيوت جديدة، وسيزداد عددهم هذا العام.
على صعيد آخر، يتم اتخاذ سلسلة من الإجراءات لتحسين معيشة الجماهير العاملة.
من المعروف أن ظهرت إلى حيز الوجود في العام الفائت مزرعة ريونبو للصوب بأكبر
حجم في العالم خلال أكثر من 230 يوما فقط، بحيث يمكن إمداد سكان محافظة هامكيونغ
الجنوبية ومدينة هامهونغ بالخضار الطازج على مدار السنة.
ومن المقدر أن تقام مثل هذه المزرعة العصرية للصوب في منطقة كانغدونغ بمدينة
بيونغ يانغ أيضا.

تتطلب هذه الأعمال كافة مبالغ هائلة من الاستثمارات.
على الأخص، أقيم في كوريا الاشتراكية نظام بناء المساكن على حساب الدولة لتوزيعها
على الجماهير العاملة بلا مقابل.
إن هذه الأحداث المدهشة التي يشهدها هذا البلد تدل بجلاء على أن الإجراءات المسخرة
للجماهير العاملة لا تهدف البتة إلى تحقيق أي أرباح اقتصادية.
تجدر الإشارة هنا إلى أن شعار “كل شيء من أجل الشعب، وكل شيء بالاعتماد على
جماهير الشعب!” يجسد المثل السياسية العليا الكورية.
تضمن كوريا الاشتراكية حق العمل تماما للجماهير العاملة، بينما تتمتع الأخيرة بحق العمل
والاستراحة على نحو كاف بحكم القانون، وبنوع خاص، تخصص المنافع الكبيرة من الدولة
للنساء العاملات من ذوات العديد من البنين والبنات والحاملات.

يتوجه الاهتمام الحكومي إلى تحسين صحة الجماهير العاملة وبيئة عملها وحياتها أيضا.
لقد حرص رئيس شؤون الدولة كيم جونغ وون على تخصيص الأموال الهائلة دون
ادخار من أجل تحسين صحة الجماهير العاملة، حتى خرج إلى النور في منطقة مونسو
بمدينة بيونغ يانغ مستشفى ريوكيونغ العام للعيون ومستشفى ريوكيونغ للأسنان ومعهد
أبحاث أورام الثدي في دار بيونغ يانغ للتوليد وغيرها من قواعد الخدمات الطبية الرائعة
المزودة بالأجهزة الطبية الرائدة.
عندما قام بجولة تفقدية لمصنع كيم جونغ سوك للغزل والنسيج في بيونغ يانغ وسائر
المصانع التي تعمل فيها كثير من النساء العاملات، وجه التصاميم المعمارية لمسكنهن
الجماعي، فضلا عن إرسال قوى البناء المقتدرة حتى تم تشييده بما لا يقل روعة عن الفندق.
حين رأى مرافق الخدمات العامة تبقى غير معمولة أثناء توجيهاته الميدانية لأحد المصانع،
أمر بتعبئة الجنود البناة لإكمال بنائها على أروع صورة.
ومن أجل تزويد الجماهير العاملة بدرجة عالية من القدرة الخلاقة، طرح الشعار الداعي
إلى تحويل أبناء الشعب كله إلى أصحاب المواهب العلمية والتقنية، وأشار إلى ضرورة توفير
الظروف والبيئة حتى يتسنى لهم، كائنا من كانوا، أن يتعلموا المعارف العلمية والتقنية ويتلقوا
التعليم عن بعد.

بفضل التعليم عن بعد، يتهافت عدد كبير من العمال على اختراع التقنية الجديدة
ويصبحون مخترعين وحاملي دكتوراه.
علاوة على ذلك، بادر رئيس شؤون الدولة كيم جونغ وون إلى تشييد منطقة المساكن
الفاخرة للجماهير العاملة على ضفة نهر بوتونغ في قلب العاصمة بيونغ يانغ، وهذه الحقيقة
كافية لمعرفة مدى تثمينه وإبرازه للجماهير العاملة التي تعمل بتفان في سبيل