تستانف مجالس الانوار بالمغارة الشاذلية وهي مجالس ذكر وتسمى مجالس انوار باعتبار ان الملائكة تحفها
بداية من هذا الاسبوع. مجلس حلقة القرآن كل يوم جمعة اثر صلاة المغرب. مجلس تلاوة أحزاب الامام الشاذلي كل يوم سبت من الساعة السابعة صباحا. مع ضرورة احترام البروتوكول الصحي المتعلق بالمساجد و دور العبادة بعد انقطاع طويل منذ بداية جائحة كورونا.
وبهذه المناسية تاخذكم صحيفة شمس اليوم في رحلة صغيرة للتعريف بالطرق الصوفية واسرار وطقوس مريديها
الطرق الصوفية هي مدارس دينية في التزكية والتربية متفرعة من بعضها ومرتبطة بواسطة السند المتصل، لا تعد فرقا اسلامية وتتبنى وتتبع كلها عقيدة اهل السنة والجماعة كما تتبع احد الذاهب الاربعة وانما يكمن الاختلاف بينهما في التربية والمسلكية
والمقصود بالطريقة هنا انما هي السيرة والسبيل للتقرب من الله ورفع المقام عنده للمزيد من التوضيح يفسر الطريق لغة: السير إلى الله، وطريقة الرجل: هي مذهبه، يقال: هو على طريقة حسنة ا وطريقة سيئة.
واصطلاحا: اسم لمنهج أحد العارفين في التزكية والتربية والأذكار والأوراد أخذ بها نفسه حتى وصل إلى معرفة الله، فينسب هذا المنهج إليه ويعرف باسمه، فيقال الطريقة الشاذلية والقادرية والرفاعية نسبة لرجالاتها.
واسم الطريقة عموما مقتبس من القران في الآية: ﴿وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا﴾
الطريقة الشاذلية مثلا سبة إلى ابي الحسن الشادلي يشتهر أتباعها بالذكر المفرد الله والضمير العائد على الله هو، ويفضلون اكتساب العلوم عن طريق الذوق وهو تلقي الأرواح للأسرار الطاهرة في الكرامات وخوارق العادات، كذلك معرفة الله معرفة يقينية، ولايحصل ذلك إلا عن طريق الذوق أو الكشف. يمتدحون السماع وهو سماع الأناشيد والأشعار المحرضة على جهاد النفس والعدو. تفرعت عن الشاذلية طرق عدة، منها: الطريقة الغظفية*الطريقة الزيانية* الطريقة العلاوية* الطريقة النقشبندية *……
من اهم الطرق الصوفية بتونس
في تونس يوجد طرق ناشئة محليا وطرق وافدة كما يوجد طرق تفرعت عن طرق اخرى.
1- الطريقة القادرية:
نسبة للشيخ عبد القادر الجيلاني (470 هـ – 561 هـ)، وتذكر المصادر أن أول من أدخلها إلى تونس هو الشيخ محمد المنزلي، ومن أهم زواياها الزاوية القادرية بمنزل بوزلفة بالشمال التونسي وزاوية سيدي المولدي بالجنوب (مدينة توزر)، وزاوية سيدي إبراهيم الشريف بنفطة. وللطريقة القادرية عدد كبير من المريدين
2- الطريقة الشاذلية: نسبة لمؤسسها أبو الحسن الشاذلي (593-656هــــ) – (1197م-1258م).
وهي ترتبط بشخصية الشيخ الشاذلي وأثره الكبير في حياة الناس في تونس بداية ثم في مصر وفي الأحداث كما سبق البيان. وهذه الطريقة منتشرة بشكل كبير ومقرّها الأساس زاوية الشيخ الشاذلي بتونس العاصمة قرب مقبرة الجلاز حيث المغارة الشهيرة التي كان يعتكف فيها.
ومن تلاميذه في فترة إقامته بتونس رجال الأربعين الذين نشروا الطريقة بعده ورأسهم الشيخ علي الحطاب (يلقب ببواب مكة) وسيدي ماضي بن سلطان.
ان أعلام الطريقة الشاذلية كثر من أهمهم الشيخ أبو المواهب الشاذلي وكان شيخا للعارف بالله سيدي أحمد زروق. وأوراد الشاذلية وأدعية الشيخ الشاذلي مثل حزب البحر وحزب الفتح مشهورة في تونس وتردد لليوم في مقام الشيخ الشاذلي مع الكثير من الدورس في الفقه والعقيدة والتصوف.
3-الطريقة التجانية: تنسب لمؤسسها الشيخ أحمد التجاني. وكان أول من أدخلها لتونس سيدي إبراهيم الرياحي الفقيه العلامة (1180-1266 ه). وكان في البداية شاذلي الطريقة ثم التقى الشيخ علي بن حرازم تلميذ الشيخ التجاني والتقى بعد ذلك الشيخ التجاني بالمغرب ضمن زيارة رسمية كلفه بها الباي.
كما كان له لقاء شهير في مدينة تماسين بالجزائر بسيدي الحاج علي التماسيني خليفة سيدي أحمد التجاني. وللطريقة التجانية انتشار كبير في تونس أيضا وأعلام معروفون.
4-الطريقة العروسية: نسبة للولي الصالح العارف بالله سيدي احمد بن عروس (أبو العباس أحمد بن عبد الله بن أبي بكر الهواري، المعروف بـأبي الصرائر،. ولد عام 778 هـ بمدينة تونس وتوفي بها في 21 أكتوبر 1463 (عام 868 هـ).
وساهم في نشرها بشكل كبير الشيخ عبد السلام الأسمر أخذا عن الشيخ أحمد بن عروس وعن الشيخ بوراوي الفحل. ولها امتداد بتونس وليبيا.
5- الطريقة العيساوية: (نسبة للشيخ محمد بن عيسى المغربي الحسني دفين مكناس من رجال القرن التاسع للهجرة يلقب بالشيخ الكامل). ولهذه الطريقة منتسبون في كامل المغرب العربي ومتجذرة بعمق في تونس تعرف بمدائحها واذكارها
*الطريقة المدنية: متفرعة عن العلوية الدرقاوية الشاذلية، تنسب للشيخ محمد المدني وهو من مجددي التصوف في القرن الماضي بالبلاد التونسية. أسس زاويته بمدينة قصيبة المديوني سنة 1911 ويخلفه اليوم ابنه الشيخ محمد المنور المدني، وهي طريقة منتشرة جدا في تونس وفي دول كثيرةاوروبية كندا وفرنسا و تعد اكثر الطرق انتشارا في البلاد التونسيةفي الوقت الراهن
6-الطريقة الإسماعيلية: نسبة للشيخ إسماعيل الهادفي رحمه الله، وهو من علماء الزيتونة، ومن مريدي الشيخ محمد المدني، فالطريقة الإسماعيلية متفرعة من الطريقة المدنية، ولها زاوية في مدينة توزر، وزوايا فرعية أخرى.
7- الطريقة القاسمية: تنسب للشيخ بلقاسم بالخير، وهي متفرعة من الاسماعيلية المدنية، وهي ايضا من أكثر الطرق انتشارا في تونس.
هذه الطرق السمحة متجذرة وممزوجة بثقافتنا التونسية وهي عماد من اعمدة حضارتنا ولا تخلو الزاوايا من المريدين ومن احباب الطريقة رغم الاهمال والتغييرات التي طرات على مجتمعنا تبقى الصوفية ترسم ملامح التونسي المعتدل السوي السائر في طريق الله ورحابه .
(الصورة البارزة للمقال هيا عبارة عن مسجد صوفي بايران )
خلود هداوي
