دكتور فيصل القاسم

ما أروع وما أجمل القيم التي يحاول إيلون ماسك ترسيخها وتكريسها وتثبيتها في عقولنا وهو يصطحب معه طفله حتى الى البيت الأبيض والأمم المتحدة. ولطاما شاهدناه أيضاً أثناء لقاءات مع العديد من زعماء العالم. ماذا يريد ماسك أن يقول لنا؟ طبعاً الرسالة واضحة جداً، فهو يقول: أنا إيلون ماسك أغنى وأكبر رجل أعمال ناجح في العالم، أعتني بطفلي بنفسي، وأحمله على كتفي وعلى ظهري أينما ذهبت وأتحمل عناء تربيته بالرغم من أن لدي مسؤوليات كبرى ومليارات الدولارات، فأنا أدير عشرات الشركات العابرة للقارات، ولدي الآن منصب سياسي كبير، مع ذلك لدي الوقت لاعتني بطفلي. لا شك أن ماسك يستطيع أن يوظف ألف مربي ومربية للاعتناء بطفله، لكنه يفضل أن يقوم بالمهمة بنفسه، فليس هناك أفضل من تربية أطفالنا بأنفسنا حتى لو كان لدينا مئات المشاغل والمسؤوليات.

هذه رسالة لكل الذين ينشغلون عن عائلاتهم وأطفالهم لأتفه وأبسط الأسباب، وبتركونهم في أيدي المربيات والمربين الغرباء والأجانب. ما أسخف الذين يفضلون الاهتمام بأعمالهم ووظائفهم على حساب عائلاتهم وأطفالهم ولا يرونهم إلا نادراً بحجة كثرة المشاغل، مع أنهم لا يملكون واحداً بالمليار مما يملكه إيلون ماسك من أموال ولا يترتب عليهم واحداً بالمليون مما يترتب على ماسك من مشاغل ومسؤليات ومتاعب.