مقالات

ماذا يريدون من مصر؟

 

بقلم الدكتور سعيد دراز

مدافعا عن مصر خارجيا في ظل الاحداث الجارية
فى رسائل قوية موجهة للغرب ودافعا عن مصر نشر الدكتور سعيد دراز رئيس اللجنة العليا للعلاقات الدولية ودعم الوطن بالمنظمة المصرية الدولية لحقوق الإنسان والتنمية ورجل الأعمال المصري الكبير في افريقيا ورئيس مجموعة شركات ايروجيت العالمية نشر مقالا هامة بعنوان ماذا يريدون من مصر،؟

وأشار د سعيد دراز أن مصر شهدت خلال الثلاث سنوات الأخيرة تحديات غير تقليدية تتوزع على عدة جبهات حدودية، ما يوحي بأن هناك محاولات ممنهجة للضغط على الدولة المصرية، واستنزافها سياسيا وأمنيا واقتصاديا. هذه التحديات لا تأتي فرادى، بل تدار ضمن بيئة إقليمية شديدة التعقيد، تتداخل فيها مصالح دول، وتحركات مليشيات، وأجندات لا تخفى عن المراقب الحصيف.
أولا: جبهة الغرب… قافلة توتر وتهديد دائم من خلال تحركات مشبوهة عبر ما يسمى “قافلة الصمود المغاربية” قادمة في اتجاه الحدود الغربية المصرية زاعمة انها و بعد ستمائة وعشرين يوما من تدمير واحراق غزة ومن عليها قادمة لمناصرة اهلها ولايكون ذلك الا من خلال العبور البري الي رفح… شئ يستحق التدقيق والتحليل ، فتلك التحركات، التي تحمل طابعا غير مدني، تهدف إلى فتح ثغرات في الجدار الأمني، وخلق حالة من التوتر الميداني، تمهد لمرحلة من الفوضى أو الاشتباك غير المباشر.

فالصحراء الغربية، رغم اتساعها الجغرافي، لم تكن يوما بعيدة عن أعين الدولة المصرية، إلا أن محاولات التشويش والاختراق ما زالت مستمرة، وقد تتصاعد في أي لحظة.
ثانيًا: الصراع فى الجنوب الغربي لمصر..المثلث الحدودي واللعب بالنار في النقطة الحرجة بين مصر والسودان وليبيا، تحديدا في منطقة جبل العوينات، تبرز محاولات خطيرة لإعادة ترسيم الأمر الواقع، عبر انتشار قوات ومليشيات لا تخضع لسيطرة الدولة المركزية، أبرزها قوات الدعم السريع السودانية.

هذه التحركات ليست عشوائية، بل تأتي ضمن نمط متكرر يسعى إلى زعزعة الاستقرار، وفرض وقائع جغرافية قد تؤدي لاحقا إلى نزاع حدودي أو تهديد مباشر للسيادة المصرية على تلك المنطقة الاستراتيجية. وهي محاولات تنذر بتغيير ملامح الجغرافيا والسياسة معا.
ثالثًا: من جنوب البحر الأحمر… إثيوبيا وسد التحدي حيث لا تزال إثيوبيا تواصل سياستها القائمة على فرض الأمر الواقع في ملف سد النهضة، مستندة إلى دعم خارجي وصمت دولي، في تجاهل صارخ لمبادئ القانون الدولي ومصالح دول المصب.

إن الخطر في هذا الملف لا يقتصر فقط على المياه، بل يمتد ليشمل الأمن القومي المصري، والسيادة الوطنية، والقدرة على رسم مستقبل آمن للزراعة والسكان والاقتصاد. وما زالت إثيوبيا تعتمد سياسة الاستفزاز والمماطلة، في محاولة لإرهاق الموقف المصري وتضييق خياراته.
ليست مجرد صدفة أن تتحرك قوى غير رسمية، مدعومة سياسيا أو لوجستيا، على أكثر من جبهة في آنٍ واحد.
الهدف واضح وهو حصار مصر استراتيجيا، وتقييد دورها الإقليمي، وشغلها داخليا بمواجهات جانبية تستنزف طاقتها وتمنعها من استعادة زمام المبادرة في محيطها الحيوي.
إن مصر، كما يعرف عنها، لا تفرط في أمنها القومي، ولا تسمح بفرض الوقائع على حدودها. والرد على هذه التحديات يجب أن يكون شاملًا، ومتعدد الأبعاد:
تعزيز المراقبة والسيطرة على الحدود الغربية والجنوبية، مع تحديث دائم للخطط الدفاعية. مع الاحتفاظ بقوة الجيش بل وتعزيزها داخل سيناء.
دعم العمق الاستراتيجي المصري في السودان وليبيا، عبر قنوات رسمية وغير رسمية.

اضاف دراز ان تصعيد الدبلوماسية المصرية في أفريقيا لكشف مشاريع التمدد غير الشرعي وممارسات الابتزاز المائي.
الاستعداد الكامل لتفعيل أدوات الردع المتاحة، سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، عند الحاجة.
إن استهداف مصر ليس جديدا، ولكنه اليوم يأخذ أشكالا أكثر تعقيدا وتخفيا. بين حدود تستفز، وسد يبنى خارج التوافق، ومليشيات تتحرك دون رادع، تبقى مصر مطالبة بتجديد يقظتها، وتثبيت رسالتها الثابتة انطلاقا من أن أمنها غير قابل للمساومة، وحدودها ليست محل اختبار، وقرارها السيادي نابع من إرادتها وحفظ امنها وهو خط أحمر لامزايدة عليه.
واختتم دراز أهمية وأهم شئ هو الرهان علي يقظة ووعي الشعب المصري وتجاهل كل محاولات الاستفزاز والإثارة التي تكتب علي منصات التواصل الإجتماعي أو تبث من الإعلام المعادي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى