ليبيا الممكنة: خارطة طريق ذكية من الصراع إلى الاستقرار والتنمية

بقلم: هيئة تحرير صحيفة شمس اليوم
في خضم التحديات التي تواجهها ليبيا، تبرز الحاجة إلى خطة شاملة وذكية تُمكّن البلاد من الانتقال من حالة الصراع إلى مرحلة الاستقرار والتنمية. تتطلب هذه الخطة تضافر الجهود الوطنية والدولية، مع التركيز على المحاور التالية:
1. توحيد المؤسسات السيادية
يُعد توحيد المؤسسات، وعلى رأسها مصرف ليبيا المركزي، خطوة أساسية لضمان توزيع عادل للثروات الوطنية، خاصة عائدات النفط. فالانقسام الحالي يُسهم في تفاقم الأزمات المالية ويُعيق تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين. توحيد هذه المؤسسات يُعزز من قدرة الدولة على تنفيذ سياسات اقتصادية فعّالة وتحقيق الاستقرار المالي.
2. إعادة هيكلة الجيش الوطني
يتطلب بناء جيش وطني موحد بعيدًا عن التجاذبات السياسية والقبلية، يعمل تحت مظلة قيادة ليبية جامعة، ويُحتكر فيه استخدام القوة من قبل الدولة فقط. هذا يُسهم في فرض الأمن ومواجهة التحديات، ويُعد خطوة ضرورية لتحقيق المصالحة الوطنية والتنمية الاقتصادية.
3. المصالحة الوطنية الشاملة
تحقيق مصالحة وطنية شاملة تُنهي الانقسامات المجتمعية وتُعيد بناء الثقة بين مكونات الشعب الليبي. يجب أن تستند هذه المصالحة إلى الحوار المفتوح وآليات العدالة الانتقالية، بما يضمن إنصاف الضحايا دون تأجيج الكراهية.
4. تنمية اقتصادية مستدامة
تنويع مصادر الدخل وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة وخلق فرص عمل للشباب تُعد من أولويات التنمية الاقتصادية. يجب إدارة النفط، شريان الحياة في ليبيا، بطريقة شفافة وعادلة تضمن توزيع الثروة على كافة مناطق البلاد.
استعادة السيادة الوطنية تتطلب تقليل التدخلات الأجنبية التي زادت من تعقيد الأزمة. يجب أن تركز السياسة الخارجية الليبية على بناء علاقات متوازنة مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية، دون الانحياز لأي محور على حساب الآخر.
إن تنفيذ هذه المحاور يتطلب إرادة سياسية حقيقية من كافة الأطراف الليبية، مع دعم شعبي يدرك أن خلاص البلاد مسؤولية مشتركة.
إذا استطاعت ليبيا استعادة وحدتها الوطنية، وتعزيز جيشها ومؤسساتها، فإنها قادرة على التحول من بلد يعاني الانقسام إلى دولة تساهم في استقرار المنطقة والعالم.
#ليبيا_الممكنة