لماذا تم منع فيلم “لديّ أحلام كهربائية” للجمهور في مهرجان القاهرة السينمائي الـ 44 ؟

محمد قناوي – القاهرة
عرض مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 44 أمس فيلم “لديّ أحلام كهربائية”، أو «I Have
Electric Dreams»، والذي يشارك في مسابقة أسبوع النقاد”للصحافة فقط” دون الحضورالجماهيري
ويتناول الفيلم قصة فتاة في السادسة عشرة قوية الشخصية والإرادة وقلقة للغاية، تعيش مع أمها وأختها
الصغرى وقطهن، لكنها تريد أن تعيش مع والدها المنفصل عنهن، تتشبث به لكنها تُفاجأ بمروره بمرحلة
مراهقة متأخرة حيث تختار المخرجة الكوستاريكية من أصول فرنسية”فلانتينا ماوريل” في فيلمها الروائي
الطويل الأول ، نوعية أفلام البلوغ التي صارت محببة للعديد من المخرجين حول العالم، حيث تتابع رحلة
“إيفا” الصغيرة من الطفولة للمراهقة، وتصيغ بمهارة علاقتها المتوترة مع أمها وما صار يجمعها مع أبيها
من مشاعر مراهقة وجد كل منهما نفسه فجأة غارقا فيها، بورتريه دقيق ومؤثر لفتاة تتمزق بين براءة
الطفولة ووعورة عالم البالغين الذي تكتشف أنه ليس كما تخيلته، وبانوراما صادقة لكوستاريكا اليوم في
عمل مؤثر حاصل على جوائز التمثيل رجال ونساء والإخراج من مهرجان لوكارنو الأخير.

حيث برر المخرج أمير رمسيس مدير مهرجان القاهرة السينمائي اقتصارعرض الفيلم للصحفيين والنقاد
قائلا : لدينا أفلاما مخصصة لـ”بادجات” الصحف والصناعة، وليس له علاقة بثوابت الأسرة، كما يرى
البعض، أو بالتصنيف العمري،الأمر متعلق بما تراه الرقابة مناسبا حسب الشرائح العمرية وغيرها
في العام الماضي شهدت فعاليات الدورة الـ43 عرض أفلام «للصحافة فقط» دون الجمهور كان أبرزها
الفيلم الوثائقى “فياسكو”للمخرج نيقولا خورى، في مسابقة”آفاق السينما العربية”بمهرجان القاهرة السينمائى،
الذي عرض للصحافة فقط دون جمهور،وأعقبه مناقشة مع مخرج الفيلم، ، وكانت إدارة المهرجان قد قررت
عرض الفيلم مرة واحدة فقط دون إعادة، كما هو المعتاد مع الأفلام المعروضة في المهرجان، وهو ما أثار
الأسئلة حول سبب معاملة هذا الفيلم بتلك الطريقة.
فيلم «فياسكو» من إنتاج لبنان وهولندا، ومدته 59 دقيقة، وهو رحلة داخل عقل ومشاعر شاب لبنانى، لم
يتزوج وتخاف والدته عليه من الوحدة ويستعرض الفيلم مشاهد حقيقية من حياته الخاصة داخل منزله ومع
الأسرة، فعلى مدار سنوات طويلة استخدم المخرج نيقولا خورى الكاميرا لتصوير مذكراته الخاصة ويظهر
الفيلم العلاقة القوية التي تربط «نيقولا» بوالدته وأخته بعد وفاة والده، خاصة بعد زواج أخته وابتعادها عن
المنزل، وحواراته مع والدته التي تخشى عليه أن يكون فاشلًا، فتخبره بأن «حياته مهزلة»، لأنه لا يُبدى أي
اهتمام بالعثور على زوجة، حتى لو بهدف تجنّب الوحدة، لتقول له: «مش معقول تبقى حياتك فياسكو»،
ليتوقّف بعدها ويفكّر بتلك العبارة
ادارة المهرجان بررت وقتها أن الفيلم”عائلى” ويحمل فكرة اكتشاف المخرج هويته الجنسية، رغم حدوث
ذلك في سن متأخرة، فالمخرج قدم فيلمه وصوره وهو في عمر 29 عامًا، وكان يشعر بأن لديه بعض
الميول المثلية، لكنه عاد بشكل طبيعى، والغريب أن الفيلم لم يعرض أي مشاهد حميمية خلال رحلة المخرج
البحث عن هويته الخاصة، وجاء السرد محاولًا الإجابة عن أسئلة نطرحها جميعًا في مرحلة ما من حياتنا.