الأخبارمقالات

قيمة مجهود المدرس في القسم بالساعة

STP LA TUNISIENNE DE PUBLICITÉ

عماد بن حميدةباحث في الشّأن التّربوي.

يشرفني أن أضع على ذمة المهتمين بالشأن التربوي، دراسة عن المعدل العام لأيام العمل الفعلية للمدرسين (معلمين و أساتذة) بالاعتماد على بحوث و دراسات كندية و فرنسية في المجال التربوي.بالرجوع الى The Canadian Center of Science and Education (CCSE) حول دراسة موضوعها قيمة مجهود المدرس في القسم بالساعة، و التي تؤكد أن 1 ساعة عمل بالقسم تساوي 2 ساعات عمل بمرفق إداري.

أما بخصوص الدراسة التي قام بها المركز الدولي للدراسات التربوية فرع فرنسا NARIC و عبر دراساتهم الميدانية و العلمية و التي تؤكد أن معدل التوقيت الذي يقضيه المدرس في عملية الإعداد لحصة ب1 ساعة تدريس تساوي 1 ساعة من الإعداد و التحضير المسبق.

– المعادلة الأولى: 1 ساعة تدريس = 2 ساعات إدارة.- المعادلة الثانية: 1 ساعة تدريس = 1 ساعة إعداد و تحضير.باعتماد المعادلات، الصادرة عن مراكز بحوث تربوية عالمية، على واقع المنظومة التربوية التونسية (رغم ان المنظومة التربوية التونسية لا تتناسب فعليا مع الواقع الكندي و الفرنسي) فإن مجموع الساعات الفعلية للتدريس 18 ساعة تساوي ((18×2 ) + 18) = 54 ساعة عمل أسبوعيا!إذا 54 ساعة اسبوعيا عمل المدرس مقابل 40 ساعة عمل للموظف (عمومي و خاص).

إضافة الى مهمة التدريس فإن المدرس مطالب بمهام عديدة أهمها التقييم، و بالاعتماد على دراسة علمية بالمعهد الأعلى للتربية و التكوين المستمر بباردو (ESEFC) و التي حددت مدة إصلاح فرض أدبي او علمي و ما يتطلبه من جهد ذهني بمعدل 7 دقائق، يقوم المدرس خلال سنة دراسية بإصلاح فروض المتعلمين بمعدل 1000 فرض سنويا! أي ما يقارب 7000 دقيقة من التركيز البصري و العصبي (116 ساعة عمل بتركيز عال و مجهد) و باعتماد معادلة رياضية بسيطة فإن عملية الإصلاح والتقييم تكون في حدود 30 يوم عمل إضافية عن التدريس .

النتيجة: إذا ما جمعنا مجموع الأيام الفعلية التي يقوم بها المدرس خلال سنة دراسية (180 يوما) تكون في حدود 2276 ساعة ((40 أسبوع × 54 ساعة) + 116 إصلاح ) في حين عدد ساعات عمل الموظف (عمومي و خاص) خلال السنة (240 يوما) يكون في حدود 1920 ساعة (48 أسبوعا ×40 ساعة) اي بفارق يفوق 250 ساعة عمل سنويا (250 ساعة / 8 ساعات يوميا) ما يعادل 30 يوم عمل إداري!!!

الخلاصة: علميا و بالاعتماد على دراسات ومعادلات عالمية المدرس التونسي لا يتمتع بأي يوم راحة خلال السنة و تفوق الأيام العمل في السنة بنظيره الموظف الإداري ب 30 يوم عمل.ويسعدني أن أضع على ذمتكم دراسة جديدة مع الشكر.دراسة حول مشقة مهنة التدريس:أضع على ذمة المختصين بالمجال التربوي (وزارات الإشراف، الهياكل الإجتماعية المعنية و الأسرة التربوية) و عموم المهتمين و المتابعين للشأن التربوي، دراسة مقتضبة حول الآثار الجسدية و النفسية لمهنة التدريس، بالاعتماد على بحوث طبية، نفسية و اجتماعية صادرة من مراكز بحوث أممية و أروبية.بداية وجب التعريف بمفهوم التدريس و الذي يتلخص في مجموعة النشاطات و الوسائل التي يؤديها و يوفرها المدرس في موقف تعليمي معين لمساعدة المتعلم في الوصول إلى أهداف تربوية محددة. (يونسكو UNISCO)بناء على هذا التعريف يقوم المدرس بتوفير الوسائل الديدكتيكية les outils didactiques و يعد السيناريوهات البيداغوجية scénario pedagogique الكفيلة لمساعدة المتلقي على إنماء مهاراته Developpement des compétences والوصول به إلى الأهداف التعلمية les objectifs d’apprentissages محددة مضبوطة مسبقا.علاوة على المهام الديدكتيكية و البيداغوجية للمدرس هناك مهام تكميلية عديدة أهمها المهام الإدارية المتمثلة في بطاقات الدخول، دفاتر المناداة، بطاقات الأعداد، جذاذات الوسائل الديدكتيكية، كراس النصوص… إلخ

كل هذه المهام المضبوطة برزنامة ثلاثية, سداسية و سنوية، وجب على المدرس العمل على استكمالها و رفع كل المعوقات سواء إدارية أو بيداغوجية، إضافة الى الطبيعة الخصوصية و المعقدة للمهنة و المتمثلة في التواصل المباشر و الحيني مع مجموعة المتعلمين في الفصل.

و عليه فإن المدرس بحكم تعدد مهامه ومسؤولياته فإنه يتعرض إلى مخاطر صحية ونفسية جراء الضغط الجسدي و النفسي المركز خلال آداء مهامه.بالاعتماد على بحوث طبية صادرة على مراكز بحوث فرنسية على غرار CHSCT (Comité d’hygiène, de sécurité et des conditions de travail) و المركز الطبي CSS (Carrefour santé social) و DEPP (Direction de l’évaluation, de la prospective et de la performance)تنقسم المخاطر الصحية على المدرسين جراء طبيعة المهنة الى صنفين:

الأمراض الجسدية: جراء الضغط الجسدي الذي يتعرض له المدرس أثناء أداء مهامه العديدة والمتعددة و المتأتية أساسا من طول مدة الوقوف لساعات متواصلة و التفاعل الحيني والسريع مع المتقلبات الحركية و الشفوية للمتعلمين و خاصة ضرورة مواجهة المعيقات الطارئة لتأمين السير العادي للدرس.1. ضغط الدم (Hypertension arterielle ). -40%- خطر

– خطر 2. أمراض القلب و الشرايين (Maladie cardio vasculaire). – 38%

– خطر3. أمراض السكري (Diabete). – 34%

– خطر4. تصلب الشرايين: (Athérosclérose). -%26

– خطر5. أمراض المعدة: (Gastroentérologie). -18%

– خطر6. الجلطة القلبية: (Crise cardiaque). -12%

– خطر7. الجلطة الدماغية: (AVC). -7%

– خطرالأمراض النفسية و العصبية: جراء التفاعلات النفسية الكثيفة و المكثفة في حيز زمني قصير خلال التعامل مع المتعلمين بمتناقضاتهم Aspect paradoxal و أهوائهم المتقلبة environnement agité علاوة على المعوقات الديدكتيكية و الإدارية و التي تقوض عمل المدرس.

*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى