
بقلم: من ذهب_سعادة – لشمس اليوم
يمثل قرار وقف إطلاق النار في غزة لحظة مفصلية في تاريخ الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، ليس فقط من ناحية تخفيف المعاناة الإنسانية، بل باعتباره فرصة حقيقية لإطلاق مسار جديد نحو سلام دائم قائم على العدالة والكرامة. لكن هذا المسار لن يتحقق إلا إذا تجاوزنا الحلول المجزأة، ووضعنا رؤية استراتيجية شاملة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني الكاملة، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال واستعادة الأرض.
ولذلك، نقترح اعتماد خطة استراتيجية متعددة المحاور، تقوم على ما يلي:
1. تثبيت التهدئة وضمان الحماية:
– نشر مراقبين دوليين في غزة والضفة الغربية لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار.
– توفير حماية حقيقية للمدنيين من الانتهاكات وعمليات القصف والاعتقال.
2. إعادة إعمار غزة بشكل عادل وغير مشروط:
– اعتماد آلية أممية شفافة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
– منع ربط الإعمار بأي أجندات سياسية أو شروط تفرغ العملية من مضمونها الإنساني.
3. دعم الحوار الفلسطيني–الفلسطيني:
– الدفع نحو مصالحة وطنية حقيقية وتوحيد الصف الفلسطيني.
– تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل إرادة الشعب وتدير الملفات المصيرية بكفاءة واستقلالية.
4. مراجعة جذور الصراع:
– التخلي عن خطاب “حل الدولتين” كإطار وحيد مفروض، وفتح أفق جديد يعترف بالحق الفلسطيني الكامل في كل أرضه التاريخية.
– الاعتراف بالقدس كمدينة مقدسة وبأن حمايتها لا تخضع للمساومة السياسية.
5. تمكين المجتمع المدني ودبلوماسية الشعوب:
– دعم المبادرات الشعبية من كلا الجانبين لزرع ثقافة اللاعنف والتفاهم.
– تشجيع حركات التضامن الدولية، وتعزيز وعي الشعوب بعدالة القضية الفلسطينية.
6. العدالة الدولية والمحاسبة:
– مواصلة التحقيق في جرائم الحرب المرتكبة، لا سيما في حق المدنيين والأطفال.
– إحالة المسؤولين على القضاء الدولي ومواجهة ثقافة الإفلات من العقاب.
إن أي سلام لا يعيد الحق لأصحابه هو سلام هش وزائف. وإن أردنا سلاماً دائماً، فلابد أن يرتكز على العدالة، الحرية، ورفع الظلم التاريخي. لقد آن الأوان للمجتمع الدولي أن يكفّ عن إدارة الأزمة وأن يشارك في حلها جذرياً.
السلام ليس هدنة مؤقتة… السلام هو انتصار للحق.