🕋 قداسة اللحظة… وقداسة الخطاب خطبة الجمعة: رسالة إلا هية تتجدّد كل أسبوع
الجمعة… موعد مع النور

في كل أسبوع، تتنزّل علينا لحظة مقدّسة، يتوق فيها القلب إلى السكون، وتشتاق الأرواح إلى كلمة تهزّ الوجدان.
إنها خطبة الجمعة؛ لحظة يلتقي فيها الإنسان بربّه، يسمع فيها نداء السماء على الأرض، فيتذكّر من هو، ولماذا وُجد، وإلى أين يسير.
❝ قداسة اللحظة تتطلب قداسة الخطاب… لأن الخطبة ليست كلامًا، بل نداء من الله إلى القلوب. ❞
الخطبة… رسالة سماوية في زمن أرضي
خطبة الجمعة ليست مجرد موعظة أسبوعية، بل رسالة إلهية تتكرّر لتُصلح ما فسد، وتُجدّد العهد بين الإنسان وخالقه، وبين المسلم وأخيه.
إنها دعوة للعودة إلى جوهر الإسلام: الأخلاق، الرحمة، العمل الصالح، وطاعة الله.
فيها يتجلّى معنى التواصل الحقيقي بين المؤمنين على وجه الأرض، من أعماق القاع إلى قمم المعاني، في وحدة روحية عجيبة لا تصنعها سوى الصلاة.
منبر يوقظ الأمة
من فوق المنبر، تُبثّ روح الإصلاح، ويُستنهض الهمّ، وتُزرع القيم في النفوس.
إنها ليست خطبة عابرة، بل محرك للإيمان ودفعة روحية لإصلاح الواقع وتطوير الحياة.
كل جمعة هي فرصة جديدة للنهضة، شرط أن نستمع بوعي، ونتأمل بعمق، ونحوّل الكلمة إلى عمل وفعل وإنجاز.
❝ خطبة الجمعة ليست تكرارًا، بل تذكير متجدّد بأن الإيمان حركة، لا حالة. ❞
الخطبة… مكسب ورحمة
هي راحة روحية، ودليل نور، وطريق إلى الهداية.
فيها تستجاب الدعوات وتشفى الأرواح، وتُمحى الخطايا.
إنها الكنز النوراني الذي يفتح أبواب الفردوس، ويقرب العبد من ربّه، في مشهد سماوي يجتمع فيه الناس صفًّا واحدًا، قلوبهم متجهة نحو الله
حين تصطفّ القلوب قبل الأجساد
ذلك الاصطفاف في المساجد ليس شكلاً من أشكال النظام فحسب، بل رمز لوحدة الإسلام والسلام، وصورة لما يجب أن يكون عليه المسلمون: مترابطين، متآخين، متراحمين.
في بيوت الله على الأرض، يُكرم الله عباده ليكرمهم في جنّته، ويمنحهم لحظة مراجعة صادقة لأنفسهم، لتزداد أرواحهم نورًا وطمأنينة.
الكلمة الطيبة… مفاتيح حياة
الكلمة التي تُقال على المنبر ليست صوتًا فقط، بل بوابة نور تُفتح كل جمعة، تذكّرنا بأن الإسلام هو رحمة وحياة.
ومن تأمّلها بترويّ وتدبّر، أدرك أنها مفتاح الإصلاح الفردي والجماعي، وأنها طريق صلاح وفلاح للأمة كلها.
❝ خطبة الجمعة… جامعة للناس، جامعة للخير، جامعة للقلوب في حضرة الواحد الأحد. ❞
دعاء الختام
اللهم أصلح حال المسلمين في كل بقاع الأرض،
واجعلهم إخوةً مترابطين، آمنين، مطمئنين،
واشرح صدورهم لما فيه خير العالمين،
واجعل من كل خطبة جمعة نورًا يهدي، وصوتًا يوقظ، ورسالةً تبني.
آمين.
بقلم: أم السعد نصر
 
				 
					










