فن و ثقافة

 فى منتدى أيام قرطاج المسرحية.. لطيفة أحرار:قراءة فنية في زمن وأعمال الفنانة

صفاء أحمد آغا

ضمن فعاليات الدورة السادسة والعشرين لمهرجان أيام قرطاج المسرحية (22–29 نوفمبر 2025)، عقد منتدى مسرحي دولي تحت عنوان “الفنان المسرحي: زمنه وأعماله”، شهد جلسة بارزة مخصصة للفنانة المغربية لطيفة أحرار، بإدارة الباحث المغربي الدكتور سعيد كريمي.

سياق تكريم ومشاركة

كرّمت إدارة المهرجان لطيفة أحرار في حفل الافتتاح، تقديرًا لمسيرتها المسرحية الغنية، وقد أُعلنت مشاركتها أيضًا في منتدى النقاش الفكري المصاحب للمهرجان، ما يمنح التكريم بعدًا فكر – ثقافيًا إضافيًا.

لطيفة أحرار، التي تشغل منصب مديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وعضو المكتب التنفيذي للمعهد الدولي للمسرح التابع لليونسكو، مثلت في كلماتها أمام الجمهور ومتابعي النقاش وجهة نظر الفنانة التي يعيش زمنًا مسرحيًا يعايش تحولات اجتماعية وثقافية.

محاور الجلسة تحت قيادة سعيد كريمي

في الجلسة التي أدارها الدكتور سعيد كريمي، ركّز النقاش على عدة محاور أساسية:

أولا : دور الفنان المسرحي كشاهد على زمنه

ناقشت أحرار كيف يمكن للفنان المسرحي أن يكون مرآة للتغيرات الاجتماعية، وكيف تلعب تجربتها الشخصية دورًا في استيعاب هذه التحولات وتفسيرها من خلال أدائها المسرحي وممارستها الفنية.

ثانيا : الإنتاج الإبداعي بين الذات والعالم

تحدثت أحرار عن الأعمال التي قدمتها على خشبة المسرح، ملقية الضوء على كيفية مزج خبرتها كممثلة ومخرجة وباحثة لتكوين رؤية فنية تجمع بين الهويّة المغربية ومتطلبات المسرح المعاصر.

ثالثا : المسؤولية الثقافية والتعليمية

باعتبارها مديرة لمؤسسة تعليمية، تطرّقت لطيفة إلى أهمية التكوين المسرحي ودور المعاهد في إعداد جيل جديد قادر على مواجهة التحديات الثقافية، وتطوير الفن المسرحي ليكون ملتزمًا اجتماعيًا وفكريًا.

رابعا : الصراع من أجل تموضع الفنان

أبدت أحرار رؤيتها في أن الفنان لا يكون مجرد منفذ للنص، بل شخصًا فاعلًا في المجتمع، يسعى لتمكين صوته الإبداعي من أن يكون منصّة للنقد والتغيير، خاصة في زمن التحولات والضغوط المجتمعية.

أهمية النقاش ضمن المهرجان

تكمن دلالة هذه الندوة في أنها تمثل خطوة استراتيجية ضمن المهرجان: ليس فقط لتكريم الأسماء الكبيرة، بل لفتح حوار فعلي حول مكانة الفنان المسرحي في العالم المعاصر. المنتدى، الذي يضم باحثين ومبدعين من دول عربية وأفريقية، يسعى لخلق فضاء تفاعلي بين التجربة الفردية للفنان والرؤية الأوسع للمسرح كقوة ثقافية.

كما أن نقل النقاش إلى قالب أكاديمي ضمن مهرجان فني يعكس رغبة منظمي الدورة في تأصيل الفكر المسرحي، وتعميق علاقة الجمهور بالمسرح ليس فقط كعرض بصري، بل كمشروع ثقافي حيوي.

رد فعل أحرار وتوقعات مستقبلية

عبّرت لطيفة أحرار عن فخرها بالتكريم، معتبرة أن هذا الاحتفاء يشكّل اعترافًا بدور المسرح المغربي في المشهد العربي، كما أكّدت أنها تأمل أن يمنح هذا النوع من النقاشات الزخم الذي يساعدها وزملاءها من الفنانين والفاعلين المسرحيين لتطوير مبادرات فنية وبحثية مشتركة.

من المتوقع أن تترتب على هذه الجلسة نتائج عملية، سواء من خلال ورش تأنيس مؤسسات التكوين المسرحي أو مبادرات تعاون بين المعهد الذي تديره أحرار ومؤسسات مسرحية وعلمية في تونس وخارجها.

ندوة لطيفة أحرار في منتدى “الفنان المسرحي: زمنه وأعماله” تشكّل نقطة التقاء مهمة بين تجربتها الفردية الغنية ودور المسرح كمكوّن ثقافي واجتماعي فاعل. إدارة الجلسة من قبل الباحث سعيد كريمي أضفت طابعًا أكاديميًا معمّقًا، ما يعكس التزام دورة قرطاج 26 بتحويل المهرجان إلى منصة للنقاش والبحث، لا مجرد عروض فنية. التكريم والنقاش معًا يعززان رسالة المهرجان: أن المسرح ليس فقط فنًا للعرض، بل حقًا للمشاركة والتغيير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى