في الرباط لسينما المؤلف .. «عندما يصبح صانع المحتوى مخرجًا… ومن ثم مؤثرًا»

الرباط – صفاء أحمد آغا
في إطار الدورة الثلاثين لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، احتضنت إحدى جلساته الفكرية ندوة هامة بعنوان «عندما يصبح صانع المحتوى مخرجًا، والمخرج مؤثرًا»، التي عقدت يوم الخميس 13 نوفمبر 2025، ابتداءً من الساعة العاشرة والنصف صباحًا بقاعة الفنّ السابع. 
هدفت هذه الندوة إلى استكشاف التحولات العميقة في مشهد الإنتاج السينمائي والإعلامي المعاصر، إذ لم يعد صانع المحتوى الإلكتروني مقتصرًا على نشر مقاطع قصيرة، بل أصبح قد يتّجه إلى الإخراج السينمائي، فيما المخرج التقليدي بات يتحوّل إلى “مؤثر” عبر المنصّات الرقمية. وقد قدّمت الجلسة من منظور مهني واجتماعي تصوّرًا لحالة “البعض من الجيل الرقمي” الذي يشطب الحدود بين السينما – اليوتيوب – تيك توك – والبثّ الحيّ.
شارك في الندوة عدد من صُنّاع المحتوى والإعلاميين، ومن بينهم العوني الزيّير، الذي تحدّث عن تجربته في الانتقال من مقاطع الإنترنت إلى إنتاج فيلم قصير، وناقش كيف يمكن للمحتوى الرقمي أن يمثّل بوّابة للإخراج الحقيقي. وأدارت الحوار أمين عيسى، الذي لمّح إلى أن “الفيديو القصير اليوم هو مدرسة إخراج مصغّرة” تُهيئ صانعي محتوى ليصبحوا مخرجين بصريين. 
خلال الندوة، تطرّق المشاركون إلى التحدّيات التي تواجه هذا التحوّل: من جهة العامل التكنولوجي (توفّر معدات التصوير والإضاءة عبر الهواتف الذكية)، ومن جهة أخرى العامل المجتمعي (هل يُنظر إلى صاحب المحتوى كبَدِيل للمخرج؟). وأكد أحد المتحدّثين أن “المخرج ليس فقط من يمسك الكاميرا، بل من يملك رؤيةً ويرتبط بصناعة الصورة كرسالة”. كما طرحت مسألة التمويل والتوزيع، وأُشير إلى أن المنصّات الرقمية تجعل من “الجُمهور” شريكًا في الإنتاج، وليس مجرد متلقٍ.
في ختام الجلسة، توصّل الحضور إلى أن العلاقة بين صانع المحتوى والمخرج أصبحت أكثر انفتاحًا من أي وقت مضى، وأن السينما اليوم تتطلّب مزيدًا من التعلُّم والتجريب، لكن أيضًا من الوعي بالبعد الوجودي للصورة. وكما أُختتمت الجلسة بعبارة أحد المشاركين: “المؤثّر اليوم يمكن أن يخرج فيلمه، والمخرج غدًا يمكن أن يصبح مؤثّرًا… المهم ألا يضيع المعنى وسط الأضواء”.










