فلكية جدة.. مجرة أندروميدا في ذروة تألقها

الاحساء – زهير بن جمعه الغزال
قال المهندس ماجد أبو زاهرة: مع مطلع أكتوبر 2025 يحظى عشاق السماء بفرصة مميزة لمراقبة مجرة أندروميدا (المرأة المسلسلة) أقرب جارة كونية لمجرتنا درب التبانة وأكبر أعضاء المجموعة المحلية ففي هذه الفترة تبلغ المجرة أعلى ارتفاع لها في السماء عند منتصف الليل لتبدو كبقعة ضبابية خافتة يمكن مشاهدتها بالعين المجردة من معظم مناطق العالم العربي خصوصاً بعيدًا عن أضواء المدن.
مجرة أندروميدا (المرأة المسلسلة) والمعروفة أيضا بالرمز M31 تبعد حوالي 2.5 مليون سنة ضوئية من الأرض ويبلغ عرضها حوالي 220 ألف سنة ضوئية أي ما يزيد على ضعفي حجم مجرتنا درب التبانة وعند حلول ليلة الثاني من أكتوبر تصل المجرة إلى ذروتها في السماء حيث ترتفع عالياً فوق الأفق ما يجعل ظروف الرصد مثالية نظراً لابتعادها عن التأثيرات البصرية للغلاف الجوي الأرضي.
يمكن مشاهدة مجرة أندروميدا بالعين المجردة على شكل غمامة ضبابية باهتة في الاتجاه الشمالي الشرقي بعد حلول الظلام لتقترب تدريجيا من موقع شبه عمودي فوق الرأس عند منتصف الليل أما عند استخدام المناظير أو التلسكوبات الصغيرة فسيصبح بإمكان الرصد تمييز قلب المجرة الساطع ومع التلسكوبات الأكبر تبدأ ملامح بنية القرص الحلزوني بالظهور بوضوح.
ولتحقيق أفضل تجربة مشاهدة ينصح بالابتعاد عن أضواء المدن إلى موقع مظلم بعيد عن التلوث الضوئي (ويعد الصحاري الخيار الأمثل) ومنح العينين فترة 20–30 دقيقة للتكيف مع الظلام. كما يفضل توجيه النظر نحو الشمال الشرقي بعد حلول الظلام حيث تكون المجرة قريبة من كبد السماء عند منتصف الليل في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
يتزامن ذلك مع وجود القمر في طور الأحدب المتزايد وبإضاءة تصل إلى حوالي 68٪ أي أنه سيكون قمراً ساطعاً نسبياً فوق الأفق قرب منتصف الليل ورغم ذلك عند الرصد من موقع مظلم بعيد عن أضواء المدن (مثل الصحاري) لا يزال بالإمكان رؤية مجرة أندروميدا بالعين المجردة أو باستخدام المنظار.
أما بالنسبة لارتفاع المجرة في سماء السعودية فيصل إلى نحو 70 درجة فوق الأفق الشمالي الشرقي عند منتصف الليل في أوائل أكتوبر وبشكل عام يعتبر أفضل وقت لمشاهدتها من سبتمبر حتى ديسمبر حيث تبقى المجرة عالية وواضحة معظم الليل، ما يتيح تجربة رصد مثالية لعشاق السماء
أما أفضل ليالي أكتوبر 2025 لمشاهدة مجرة أندروميدا فهي من 21 إلى 23 أكتوبر، حيث يكون القمر قريباً من طوره الجديد تقريباً وتغيب إضاءته عن السماء فتكون السماء مظلمة تمامًا. كما تعتبر الليالي التي يغرب فيها القمر قبل منتصف الليل مثالية أيضاً إذ يتيح غيابه أفضل ظروف للرصد بالعين المجردة أو باستخدام المنظار.
إنها فرصة لا تفوت لعشاق الفلك في العالم العربي حيث يجتمع العلم بالجمال في لحظة تمنحنا لمحة عن أحد أكبر المجرات في الكون ونافذة على المستقبل الذي قد يشهد اندماج مجرتنا درب التبانة مع أندروميدا بعد نحو أربعة مليارات عام