فلكية جدة.. «سهيل» يعلن بداية العد التنازلي لصيف 2025 🌌✨

الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
أوضح ذلك المهندس . ماجد أبو زهرة
تبدأ ملامح نهاية الصيف مع فجر 24 أغسطس من كل عام في الجزيرة العربية حيث يتراءى للناظر في الأفق الجنوبي نجم سهيل بلمعانه الأبيض المائل للصفرة علامة تقليدية طالما انتظرها سكان المنطقة منذ القدم.
لقد كان العرب قديماً يعتبرون ظهور سهيل بشارة خير إذ يتزامن مع تراجع زاوية سقوط أشعة الشمس وقصر النهار تدريجياً وانخفاض درجات الحرارة في آخر الليل في حين تبدأ الشمس رحلتها نحو الجنوب بعد أن كانت عمودية في قلب الصيف.
سهيل أو كانوبس في التسمية العالمية هو ثاني ألمع نجم في السماء بعد الشعرى اليمانية ويبعد عنا حوالي 313 سنة ضوئية. ينتمي إلى كوكبة القاعدة الجنوبية ولو كان بنفس بعد الشعرى اليمانية عنا لكان أكثر النجوم بريقًا في سماء الليل.
علمياً لا يؤثر سهيل أو أي نجم آخر (عدا الشمس) في أحوال الطقس بل هو مجرد إشارة فلكي يتزامن ظهوره مع التغيرات المناخية الطبيعية المرتبطة بحركة الأرض حول الشمس ليكون بمثابة ساعة كونية تشير إلى اقتراب الاعتدال الخريفي.
سهيل يرصد فقط في المناطق الواقعة جنوب دائرة عرض 33 درجة شمالاً ويشمل ذلك جنوب الجزيرة العربية وحتى منتصفها إضافة إلى بعض مناطق شمال إفريقيا. أما المناطق الواقعة شمال هذا الحد مثل شمال الجزيرة العربية ودول الشام فلا يمكنها رؤية سهيل أبداً إذ يبقى النجم تحت الأفق طوال العام.
إرتبط طلوع سهيل في الثقافة الشعبية بالأمثال والأشعار حتى صار علامة فارقة في التقويم الزراعي والموروث الصحراوي حيث كان ظهوره إشارة لبدء موسم الهجرة لبعض الطيور وموعدا لزراعة محاصيل معينة.