أخبار العالم العربي

فلكية جدة: سماء ديسمبر 2025 بعروض فلكية ساحرة في نصفي الكرة الأرضية

الأحساء – زهير بن جمعة الغزال

أوضح  المهندس . ماجد ابوزاهرة: مع إقتراب نهاية عام 2025 تزخر سماء ديسمبر بعروض فلكية ساحرة في نصفي الكرة الأرضية ففي النصف الشمالي توفّر الليالي الطويلة فرصة ممتازة لرصد ألمع الكوكبات بينما تمنح أمسيات الصيف في النصف الجنوبي فرصة للإستمتاع بمشاهد السماء بعد غروب الشمس.

شهدت الأسابيع الأخيرة مرور مذنبين لافتين هما C/2025 R2 سوان وC/2025 A6 ليمون ورغم أن الأخير كان بالكاد مرئياً بالعين المجردة فإنه قدم مشاهد مذهلة عبر التلسكوبات. ومع ابتعاد المذنبين عن الأرض خفت لمعانهما تدريجياً ليفسحا المجال أمام الحدث الفلكي الأبرز هذا الشهر وربما خلال العام بأكمله والمتمثل في عبور المذنب البين-نجمي النادر 3I/أطلس.

ومن المقرر أن يصل 3I/أطلس في 19 ديسمبر إلى أقرب نقطة له من الأرض على مسافة تقدر بنحو 275 مليون كيلومتر وهي مسافة آمنة تماماً بالنسبة لكوكبنا وعلى عكس ما روج له في بعض وسائل الإعلام يؤكد العلماء أن هذا الجرم طبيعي بالكامل وليس مركبة فضائية ويمكن رصد المذنب باستخدام التلسكوبات خاصة الكبيرة أو الرقمية مع تعريضات قصيرة لا تتجاوز دقيقة أو دقيقتين ويفضل البحث عنه قبيل شروق الشمس أثناء مروره الظاهري عبر كوكبات العذراء والأسد طوال الشهر. وقد أتاح العلماء مجموعة من الصور الحديثة الصادرة عن وكالة ناسا لمتابعة تطور المذنب ورصد خصائصه بدقة أكبر.

ليست المذنبات وحدها ما يجعل سماء ديسمبر مميزة إذ تضيف الأحداث الفلكية الأخرى لمسات من الجمال والتنوّع. ففي الرابع من ديسمبر يكتمل القمر ويبدو أكبر وأكثر سطوعاً من المعتاد مما يضفي سحراً خاصاً على المناظر الشتوية على الرغم من أن ضوءه يغمر السماء ويحد من رؤية النجوم الخافتة. أما في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية فيظهر القمر منخفضاً قرب الأفق ما يسمح أحياناً بحجب وهجه جزئياًً باستخدام الأشجار أو المباني.

وتبلغ ذروة الإثارة في ليلة 13–14 ديسمبر مع زخة شهب التوأميات إحدى أغزر وأكثف الزخات الشهابية السنوية وتتميز هذه الزخة بأن مصدرها حطام كويكب وليس مذنباً وهو ما يجعلها حالة فريدة بين الزخات المعروفة. ففي المناطق المظلمة يمكن رصد أكثر من خمسين شهاباً في الساعة وقد يتجاوز العدد مئة شهاب في ظروف مثالية وحتى في حال تلبد السماء بالغيوم ليلة الذروة يبقى الرصد ممكناً قبلها أو بعدها بيومين إلى ثلاثة أيام.

وفي وقت لاحق من الشهر وتحديداً في 22–23 ديسمبر تظهر زخّة شهب الدبيات ورغم كونها أضعف نسبياً فإنها تظل جديرة بالمتابعة لعشّاق السماء الليلية

وبالإضافة إلى ذلك توفر الكواكب عروضاً رائعة فالمشتري يسطع في الافق الشرقي ويقترب تدريجياً من الأرض ويمكن رؤية أقماره الأربعة الكبرى وأحزمته السحابية عبر التلسكوبات الصغيرة. وفي السابع من ديسمبر يشكل القمر المتناقص مع المشتري مشهداً سماوياً مذهلا ً. أما زحل فيظهر في السماء الجنوبية مع حلقاته وأقماره وعطارد يقدم عرضاً في السماء الصباحية خلال الأسابيع الأولى من ديسمبر،ك مع اقترابه من هلال القمر في 17 ديسمبر.

الكوكبات النجمية الشتوية تعد من أجمل مشاهد السماء هذا الشهر وفي مقدمتها كوكبة الجبار (الجوزاء) المعروفة أيضاً باسم الصياد أو اورايون والتي يميزها بوضوح صف النجوم الثلاثة الساطعة المتراصة التي تشكل حزام الجبار وبجوارها تتلألأ كوكبة الثور بنجمها الساطع الدبران وبداخلها يقع عنقود الثريا الشهير ومعه يمر هذا الشهر كوكب المشتري قريباً من قرني الثور في مشهد لافت للنظر.

وإلى الشمال من الجبار (الحوزاء) تظهر كوكبة التوأمان ويبرز فيها النجمان اللامعان كاستور وبولوكس اللذان يمثلان رأسي التوأمين. أما إلى يسار الجبار فيسطع نجم الشعرى اليمانية وهو ألمع نجم في سماء الليل بأكملها، وينتمي إلى كوكبة الكلب الأكبر.

تعد كوكبة ممسك الأعنة من الكوكبات الجميلة في سماء نصف الكرة الشمالي وتقع ظاهرياً بالقرب من كوكبة الثور. ويشبه شكلها خماسياً غير متماثل ويميزها النجم اللامع العيوق الذي يشكل إحدى زوايا هذا الخماسي .

وعلى الرغم من أننا في شهر ديسمبر لا يزال من الممكن في أوائل المساء رصد بقايا عدد محدود من الكوكبات الصيفية منخفضة فوق الأفق الغربي حيث تظهر نجوم مثلث الصيف لفترة وجيزة وهي نجم فيغا في القيثارة ونجم الطائر في النسر ونجم ذنب الدجاجة في الدجاجة قبل أن تغرب تباعاً مع تقدم الليل.

يعد شهر ديسمبر من أفضل أوقات السنة لرصد سحابة ماجلان الكبرى وهي مجرّة قزمة تابعة لمجرة درب التبانة إذ يمكن مشاهدتها بالعين المجردة من المناطق المظلمة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية بينما يوفر استخدام المنظار أو التلسكوب الصغير رؤية أوضح لتفاصيلها. أما في النصف الشمالي من الكرة الأرضية فلا يمكن رصدها بسبب موقعها الجنوبي البعيد الناتج عن كروية الأرض

إضافة إلى ذلك يمكن رصد نجوم الفرس الأعظم في سماء المساء حيث تبدو جميلة ومرتفعة نسبياً لمناطق النصف الشمالي من الكرة الأرضية كما تشاهد نجوم ذات الكرسي ذات الشكل المميز الذي يشبه حرف (W) عالياً في الأفق الشمالي. وفي الوقت نفسه تظهر نجوم الدب الأكبر على ارتفاع منخفض جداً قرب الأفق الشمالي في وقت مبكر من المساء وقد تكون أجزاء منها أسفل الأفق جزئياً تبعًا لخط العرض الذي تعيش فيه.

ويوافق يوم 21 ديسمبر حدث الإنقلاب الشتوي حيث يحل أطول ليل في نصف الكرة الشمالي وأقصر ليل في نصف الكرة الجنوبي وبعد هذا التاريخ وحتى أواخر يونيو 2026، سيتجه المسار الظاهري للشمس ببطء نحو الشمال فتظهر أعلى فأعلى في سماء النصف الشمالي وتزداد ساعات النهار تدريجيًا. وفي المقابل ستقصر ساعات النهار في النصف الجنوبي وتطول الليالي مما يعيد رسم المشهد الفلكي في السماء على مدار الأشهر التالية.

استمتعوا بليال مليئة بالنجوم ففي هذا الموسم تتجلى السماء في أحد أكثر أوقاتها روعة وجمالًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى