غزة والنظام العالمي أمام اختبار أخلاقي وتاريخي

بقلم: أم السعد نصر
ليست الحرب على غزة مجرّد نزاع حدود أو تبادل نيران، بل هي مأساة إنسانية كاشفة لعجز العالم عن حماية أبسط الحقوق: حق الحياة. تحت الأنقاض، تُدفن أرواح ومعها المبادئ التي تغنّت بها المؤسسات الدولية لعقود.
1. مأساة إنسانية بلا سقف زمني
غزة تعيش تحت الحصار منذ سنوات، واليوم تواجه تدميرًا منهجيًا: آلاف القتلى، ملايين النازحين، وانهيار تام في البنية التحتية. يحتاج القطاع إلى عقود لإعادة الإعمار، والأهم من ذلك، إلى الترميم النفسي لأجيال كاملة.
2. منظومة دولية مكشوفة
القرارات الأممية تتكدّس، بينما يواصل العدوان طريقه بلا رادع. ما جدوى القانون الدولي إذا لم يحمِ الأطفال؟ أين مصداقية العالم الحرّ؟ الصمت المزدوج أخطر من الحرب نفسها.
3. خطر الامتداد الإقليمي
جبهات أخرى بدأت تشتعل: لبنان، اليمن، والبحر الأحمر. إذا لم يُعالج النزيف الفلسطيني، فإن المنطقة بأكملها مهدّدة بانفجار شامل. الصراع لم يعد فلسطينيًا فقط، بل أمنيًا واستراتيجيًا عالميًا.
4. وعي شعبي عالمي صاعد
رغم تشويش الإعلام الرسمي، تنهض أصوات الشعوب دفاعًا عن المظلومين. المظاهرات، الحملات، والمقاطعات تعيد تشكيل الخطاب السياسي الدولي من الأسفل.
5. غزة تُعلّم العالم درسًا
هي ليست ضحية فقط، بل عنوان لصمود نادر. والدرس موجّه لكل من نسي أن الإنسان أغلى من كل الحسابات الجيوسياسية.
الرسالة واضحة:
من لا يُنصت لصوت غزة اليوم، سيجد نفسه غدًا في مرمى الأسئلة الأخلاقية والتاريخية.