أخبار عالمية

عهد جديد في الشرق الأوسط: ترامب ينجح وصفقة غزة تنطلق

تقرير : يارا المصري
حدثٌ تاريخي شهده العالم مساء أمس في واشنطن، حين أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رسميًا عن توقيع “صفقة غزة” — المبادرة السياسية الواسعة التي تهدف إلى إنهاء الصراعات في القطاع، وفتح الطريق أمام إعادة إعمار شاملة، وتثبيت عملية سلام إقليمية تشمل السعودية ومصر وإسرائيل.
وفي مراسم التوقيع التي أقيمت في البيت الأبيض وسط اهتمام عالمي واسع، ألقى ترامب خطابًا مؤثرًا قال فيه: “حان الوقت لإنهاء عقود من المعاناة والفقر والحروب. شعب غزة يستحق حياة كريمة، والسلام يبدأ بخطوة شجاعة واحدة.”
في شوارع غزة، وعلى الرغم من سنوات القصف والحصار، استقبل السكان النبأ بمزيج من الدهشة والأمل. خرج الآلاف إلى الشوارع وهم يلوّحون برايات بيضاء ويرددون شعارات تدعو إلى إنهاء القتال. قالت أمل أبو حسن، وهي من حي الشجاعية الذي دُمّر في الحروب السابقة: “لم أكن أظن أنني سأرى هذا اليوم. ترامب، رغم الجدل حوله في العالم، هو أول من قال الحقيقة — يجب أن نتوقف عن القتال ونبدأ بالبناء.”
أما أدهم سلامة، شاب عاطل عن العمل يبلغ من العمر 27 عامًا من مدينة غزة، فقال: “إذا فُتحت المعابر وبدأت المشاريع، سيكون لنا أمل، ستكون لنا حياة. نحن لا نريد الحرب، نريد أن نعيش. ترامب أعطانا فرصة لم نحظَ بها من قبل.”
من العواصم العربية والدولية انهالت ردود الفعل المرحبة. مسؤولون سعوديون ومصريون وصفوا الاتفاق بأنه “خطوة شجاعة واختراق تاريخي”، فيما قالت أوساط أوروبية إن ترامب “أعاد الأمل إلى منطقة أنهكتها الحروب.”
لكن في الجانب الآخر، يجد حماس نفسه أمام ضغط هائل. فالاتفاق يُلزمه بوقف النشاط العسكري، والسماح برقابة دولية على المعابر، والتعاون مع فرق الإعمار التابعة للأمم المتحدة والبنك الدولي. وقال مسؤول أمريكي رفيع: “ترامب منح حماس فرصة نادرة لإنقاذ غزة. وإذا اختارت الحركة المراوغة أو العودة إلى المواجهة، فستكون العواقب وخيمة.”
في القاهرة، قال مسؤول مصري بارز إن “هذه ليست علامة ضعف أمريكية، بل سياسة حازمة وواضحة. إذا فهمت حماس الرسالة، ستدخل غزة مرحلة جديدة. أما إذا تمسكت بالنهج القديم، فستُترك خلف ركب السلام.”
بموجب الصفقة، أُعلن عن مشاريع فورية لإعادة بناء شبكات المياه والكهرباء والميناء البحري في غزة بتمويل من السعودية والإمارات والبنك الدولي. وتُقدَّر قيمة الاستثمارات المتوقعة بأكثر من عشرين مليار دولار خلال العقد القادم.
يقول محمد حرز، صاحب متجر في السوق المركزي: “إذا بدأوا فعلاً بالبناء وليس بالكلام فقط، سيتغير كل شيء. الناس هنا يريدون العمل، يريدون الأمان. نريد أن نرسل أولادنا إلى المدارس لا إلى الملاجئ.”
أما بالنسبة لترامب، فإن نجاح الصفقة لا يُعتبر إنجازًا سياسيًا فحسب، بل إثباتًا لمكانته كزعيم عالمي قادر على تحقيق ما عجز عنه غيره — السلام في الشرق الأوسط. ويشير مستشاروه إلى أن اسمه بات مطروحًا رسميًا لنيل جائزة نوبل للسلام.
قال ترامب في خطابه:
“لست أبحث عن المجد، بل عن السلام الحقيقي. حتى الأعداء يمكن أن يصبحوا شركاء في الحياة، إذا امتلكوا الشجاعة لاختيار الطريق الصحيح. غزة يمكن أن تكون رمزًا للأمل، إن اختارت الحياة.”
الصفقة الجديدة تضع غزة أمام اختبار تاريخي غير مسبوق: هل ستختار طريق السلام والبناء، أم ستعود إلى دائرة الفوضى والدمار؟ النجاح لا يتوقف على الوثائق، بل على الإرادة في تغيير الواقع.
قالت ليلى سويدان، وهي أم لأربعة أطفال من بيت حانون:
“إذا أوفى ترامب بوعوده، سنتذكره بالخير إلى الأبد. أما إذا جرّتنا حماس من جديد إلى الحرب، فلن نصدق أحدًا بعد الآن.”
اليوم يتجه أنظار العالم نحو غزة، والكاميرات ترصد لحظة تحوّل تاريخية. ترامب، الرجل الذي اعتاد مفاجأة خصومه، حوّل الأزمة إلى فرصة. والآن، بعد أن جفّ حبر التوقيع، تبقى التساؤلات: هل ستسير حماس مع رياح السلام والتنمية، أم تختار مجددًا مواجهة الزمن والواقع؟
الشيء الوحيد المؤكد هو أن غزة تدخل عهد ترامب — بعزيمة العالم بأسره على المضيّ قدمًا، سواء وافق قادتها أم لا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى