فن و ثقافة
«علي رشم» يشعل المشهد الدرامي في العراق ويؤكد بداية مرحلة جديدة للدراما المحلية

حقق المسلسل العراقي «علي رشم» نجاحًا لافتًا ومبهرًا في العراق، مؤكدًا عودة قوية للدراما العراقية إلى الواجهة من جديد، عبر عمل فني متكامل استطاع أن يفرض نفسه كأحد أبرز الإنتاجات الدرامية الحديثة، من حيث الفكرة، والصورة، والتكنيك الإخراجي، في تجربة تنافس بقوة العديد من الأعمال العربية ذات المستوى الرفيع.
وأجمع نقاد ومتابعون على أن الرؤية الإخراجية التي قدمها المخرج زين العابدين بن علي كانت العامل الأبرز في هذا النجاح، حيث اعتمد على معالجة بصرية معاصرة نقلت الدراما العراقية إلى مرحلة جديدة من الاحتراف.
وجاء الإخراج بلغة سينمائية دقيقة، مع بناء مشاهد محكم، واستخدام متقدم للصورة، والإضاءة، وحركة الكاميرا، ما منح العمل هوية بصرية خاصة ومختلفة، قلّما ظهرت في الإنتاجات العراقية الحديثة.
ومنذ حلقاته الأولى، استطاع «علي رشم» أن يلفت الأنظار بأسلوبه السردي الجريء وطرحه الإنساني العميق، حيث جاءت الكتابة متماسكة والإيقاع متوازنًا، الأمر الذي أسهم في خلق تجربة درامية متكاملة، لامست وجدان المشاهد، وقدمت محتوى دراميًا يحمل أبعادًا إنسانية وفكرية واضحة، مع الحفاظ على مستوى فني عالٍ يواكب الذائقة العالمية.
المسلسل من إنتاج منصة «كـ» ضمن أعمالها الأصلية، وبـتنفيذ شركة رودينة للإنتاج والتوزيع الفني، وشارك في بطولته نخبة من نجوم الدراما العراقية، يتقدمهم النجم صلاح منسي في دور «سيد غسان»، والنجم محمد هاشم في دور «الدكتور حامد»، إلى جانب أثير الساعدي الذي جسّد للمرة الأولى شخصية الشهيد علي رشم، فضلًا عن مشاركة مجموعة مميزة من الممثلين العراقيين الذين قدموا أداءً لافتًا حاز إشادة الجمهور والنقاد.
ويرى متابعون أن النجاح الذي حققه «علي رشم» لا يقتصر على الصدى الجماهيري فقط، بل يُعد محطة مفصلية في مسار الدراما العراقية الحديثة، ورسالة واضحة تؤكد قدرة الصناعة المحلية، بقيادة رؤى إخراجية شابة وطموحة، على تقديم أعمال تحمل هوية عراقية أصيلة بمعايير إنتاج عالمية.
ويؤكد هذا العمل أن الدراما العراقية تشهد مرحلة نهوض حقيقية، وأن مسلسل «علي رشم» سيظل علامة فارقة في تاريخها المعاصر، بوصفه تجربة فنية أعادت الاعتبار للصورة، والإخراج، والحكاية العراقية عندما تُقدَّم برؤية واثقة ومعاصرة.










