صحافة ورأي

عشرية الدم والدموع

من يدرس القانون الدستوري يعرف جيدا أن المغزى من وجود القوانين هي الحفاظ على البلاد والعباد ودرء المفاسد .

وأن علوية القانون تستمد من روحه الحافظة لأرواح الناس والضامنة لحق الحياة والعيش والمكرسة لمبدأي العدالة والانصاف

في ظل ما شهدته تونس مؤخرا من انهيار للمنظومة الصحية رغم المساعدات والمليارات المرصودة و الهبات الممدودة بقي التونسي يصارع الوباء وحيدا أعزل دون جرعة اكسيجين .

وقد أكلت المنظومة الحاكمة كل حق له في الحياة وسدت امامه كل سبل النجاة

أن ما تجرعه التونسيون في العشرية الاخيرة من أطفال في كردونة و نساء أموات في كميونة و قضايا استيراد لوالب فاسدة و صغار قصر يلقون بآمالهم واحلامهم وسط سفينة فاما عبور الحدود والنجاة او البقاء في البلاد والموت في عرض البحر فهو الهلاك لامحالة

مالذي تركت للشباب من حلول هذه الحكومات المتعاقبة؟

انا اجيبكم : لقد قدمت حكومات النهضة تعويضات بالمليارات لابنائها وابناء ابنائها من المتضررين من حكم نظام بن علي بتعلة انهم ناضلوا نيابة عن الشعب التونسي

من مكّنهم من هذا التوكيل من فوّضهم انا لم أقل لاحد مثلا ان يناضل نيابة عني!!!

وعن اي نضال يتحدثون لقد حاولوا الانقلاب بالتفجيرات على حكم بن علي لينقضّوا على السلطة !!!

مئات الانتدابات التي أدرجت منخرطي وابناء النهضة في كل إدارات ومفاصل الدولة فشهدنا تعيينات دون مناظرات ولا انتدابات بل تعيينات مملاة من ساسة البلاد .

لقد تحسن حالهم وابيضت وجوههم و امتدت بطونهم وخنقت ابناء الشعب واستثرى كل من ركب طائرة و جاء بعد ثورة 14/17

الا الشباب الذي كان وقودا للثورة فظلّ حاله كما هو عليه فقر وبطالة وتهميش وحرمان حتى جرحى الثورة وشهدائها تنكروا لهم عندما طالبوا بحقهم في الشغل او الحصول حتى على بطاقة علاج لقد ادارت الحكومة ظهرها واغلقت باب البيت دون الشباب ولم يطعموه من جوع

لقد اذاقوه طيلة 10 سنوات طعم الدم والكره والحقد الذي حملوه في قلوبهم ضد بن علي “

فما كان من رئيس الجمهورية الا ان اجابهم بطريقته وجعل من دستور خطّوه بايديهم حبلا يلف حول اعناقهم

فمن لم يحترم حق الشعب في الحياة لن نحترم فصلا دستوريا يجعله يحكم البلاد

ونذكر حكومتنا الموقرة وبرلمانها ان الحق في الحياة حق دستوري !!!والحق في الصحة حق دستوري !!!والحق في التشغيل والعيش بكرامة حق دستوري ايضا!!!!

فلا تنتظروا منا ان نحترم حقوقكم اذا سلبتمونا حقنا في الحياة فالاموات لا يخشون الا الله لذلك حاربكم الشعب بدون حياء

خلود هداوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى