عبدالملك عايد الشراري.. حين تصبح الخدعة طريقاً للفهم والتعبير

برز عبدالملك عايد الشراري، بنمط مختلف، في زمن باتت فيه الشاشة منصّة للضجيج، ولا يبحث عن الإثارة الزائفة، ولا يتعمد إدهاش الجمهور بالحيلة فقط، بل يرى في ألعاب خفة اليد أداةً للتعبير، ومجالاً لتعليم الصبر والتركيز والوعي الحركي.
بدأ رحلته من حب شخصي لهذا الفن، مستلهماً من التجارب البصرية التي تخدع العين لكنها توقظ العقل، ومع الوقت، تحوّل اهتمامه من مجرد ممارسة الخدع، إلى تقديم محتوى يشرح آلياتها ويوجه الآخرين لفهمها وتعلّمها.
وكانت نصائحه، التي يشاركها في مقاطع مختصرة، نابعة من تجاربه، وتعكس حرصه على أن يتحوّل “الإبهار” إلى “إتقان”.
إن ما يميز عبدالملك ليس فقط خفة يده، بل وضوح فكره، فهو لا يعامل الجمهور كمجرد متفرّج، بل كمبتدئ محتمل، شغوف، يحتاج إلى كلمة أو ملاحظة تُفتح له آفاقاً جديدة، ولعل هذا التوجه هو ما أكسبه احترام جمهور متنوّع، بين هاوٍ يبحث عن أول خدعة يتقنها، ومهتم يرى في هذا الفن أكثر من مجرد تسلية.
في محتواه، تظهر قيمة “الشرح” على حساب “الإخفاء”، فالسحر لا يكمن في إخفاء الحقيقة، بل في طريقة تقديمها، وبهذا، يُعد عبدالملك نموذجاً لمن يستخدم المنصّة الرقمية للتعليم والإلهام، بعيداً عن المبالغة أو التصنّع.