تونسمقالاتمنوعات

عادل البريكي مؤسس الشركة التونسية لللإشهار: نموذج لقصة نجاح تونسية ملهمة

عالم ريادة الأعمال، من أكثر المجالات التي قدمت للإنسانية دروسا في النجاح وقصصا ملهمة لأشخاص لم تمنعهم الظروف من بلوغ الأهداف والصعود في سلّم النجاح..

سنتطرق اليوم لقصة ملهمة من صنع تونسي تؤكد أن النجاح ممكن وتوثق مسيرة شخص مختلف إختار أن يعبر طريقا مختلفا شعاره في الحياة”if you do what you love you’ll never work a day in your life”

عادل البريكي من ورشة صغيرة للخط والتصميم إلى مؤسس ومدير الشركة التونسية للإشهار، أكبر شركة تونسية اليوم في مجال تصنيع اللافتات الإشهارية، قصّة نجاح منتوج تونسي عابر للقارات، أثبت قدرته التنافسية في عديد البلدان: فرنسا، سويسرا، اسبانيا، إيطاليا، دبي..

المنشأ والشغف بالخط:

ولد عادل البريكي بمنطقة عين جلولة في ولاية القيروان عام  1970 وتمدرس فيها في المراحل الأولـى وكان متفوقا في الدراسة.  بعد النجاح في الباكالوريا, التحق بمدرسة ترشيح المعلمين وواصل الدراسة في دار المعلمين بسوسة ثم بدار المعلمين بسبيطلة.  

إلا أن الشغف بفن الخط منذ الصغر قاده لإتقان فنون الخط العربي كالخط الديواني، الكوفي والفارسي  واكتساب مهارات جعلت منه مبدعا في هذا المجال حيث تحصل على الجائزة الأولى في المسابقة الوطنية للخطّ العربي سنة 1988.

الاشتغال في مجال التدريس وتكوين الأجيال كان حلم والده، حققه عادل البريكي بالتحصل على الشهادة الجامعية من دار المعلمين سنة 1990 والالتحاق بمهنة التدريس سنة 1991 بمنطقة حدودية من ولاية القصرين، إلا أن إمكانية تغيير الوجهة واختيار العمل في مجال اخر كان مطروحا وبشدة رغم الإمكانيات المادية المحدودة.

القرار الحاسم وبداية التغيير:

على مدار 4 سنوات من التدريس في المدرسة العمومية عمل عادل البريكي على تكوين نوادي والمساهمة في تنشيطها في مجالات الموسيقى والرسم والصحافة وعاين النقص الفادح في الإمكانيات وأهم الضروريات, وعلق قائلا” تنشيط النوادي وتشريك التلاميذ في منابر إبداعية تمت مكافئته بالتجاهل من طرف إدارة المدرسة…واقع التعليم والعقلية الرافضة للخروج عن المألوف ورغبتي في ممارسة العمل الأقرب إلى قلبي كان من أهم أسباب تقديم استقالتي نهائيا من سلك التدريس وتغيير الوجهة”

وبالفعل قدم استقالته نهائيا من وظيفته كمدرس دون إعلام عائلته بقرار الحاسم. ”يوم قمت بإيداع مطلب الاستقالة من وظيفتي فوجئت بخيبة أمل الإداريين… وكأنني مقدم على ارتكاب خطيئة…”

بداية عادل البريكي المهنية في مجال فن الخط والتصميم انطلقت من ورشة عمل صغيرة يعرض فيها خدمات التخطيط على اللافتات والصور ” عندما فتحت ورشتي الصغيرة لم أكن قد ادخرت مالا يكفيني لتلبية حاجياتي في الأشهر القادمة. بدأت العمل كخطاط بأبسط الموارد المتوفرة…”

من ورشة صغيرة إلى تأسيس الشركة التونسية للإشهار:

أسس عادل البريكي الشركة التونسية للإشهار منذ سنة 1995 والانطلاق كان بفتح ورشة صغيرة عمل فيها بمفرده كخطاط ومصمم صور ولوحات. يوما بعد يوم، خطوة بخطوة وبالإصرار تمكن من تطوير الشركة وإدارة أعمالها ومواكبة اخر التكنولوجيات الحديثة في مجال اللافتات الاشهارية والرقمية.

عملت الشركة التونسية للإشهار لفائدة شركات تونسية وعالمية من بينها رولاكس، سامسونغ، بلطي،فناك وهي الشركة التونسية الوحيدة في مجال اللافتات الإشهارية التي عبرت للعالمية وتنافس شركات أجنبية.

ماهي أهم المحطات التي ساهمت في تطوير الشركة التونسية للإشهار؟

” عملية تطوير المشروع مر بعديد المراحل… من أهمها تطوير الإنتاج على المستوى المحلي…الانفتاح على السوق الخارجي كان في البداية سنة 2004 بأول تصدير لبوركينا فاسو مما فتح أبواب القارة الافريقية…أول تعامل على المستوى الأوروبي كان بالتعاون مع شركات في الميدان الصناعي لللافتات في فرنسا منذ سنة 2008…سنة 2009 قمنا بفتح فرع للشركة التونسية للإشهار بإيطاليا…. سنة     2016 عملنا على الإنتقال لمرحلة التوريد المباشر إلى الأسواق العالمية… وكان هذا التعاون ثمرة المشاركة الأولى في معرض Viscon Paris…أؤكد على أهمية تثمين المنتوج والمشاركة في المعارض”

وكيف تمكنت الشركة التونسية للإشهار من التصدير لبلدان افريقية وأوروبية وهل المنتوج التونسي له قدرة على المنافسة؟

-نعم بالطبع تونس بها طاقات قادرة على اللإنتاج والاتقان والمنتوج التونسي له القدرة على التنافس ومزاحمة حتى شركات أجنبية… لكن أؤكد أن التوجه للأسواق الخارجية لم يكن بالشيء السهل وتطلب مجهودا وإيمانا بإمكانيات الشركة وبقدرتها على منافسة منتوجات عالمية… أول خطوة فعلية وناجعة تمثلت في المشاركة في المعارض خارج تونس للترويج والدخول في أسواق جديدة.

ماهي الصعوبات التي يمكن أن تواجه رواد الأعمال وأصحاب المشاريع التونسيين في مرحلة الترويج لمنتوجهم؟

-الصعوبات التي تعترض رواد الأعمال في ترويج منتوجاتهم تتمثل في الصورة النمطية السلبية المرتبطة بالمنتوج التونسي في الخارج… في الوقت الذي في إمكاننا تطوير وتصنيع منتوج ذو جودة عالية وتنافسي على مستوى الجودة والثمن… لذلك من الضروري التحلي بالإصرار وبالثقة في النفس بالإضافة إلى الترويج للمنتج وإظهاره في أفضل حلة.

كيف تمكن عادل البريكي من تحقيق نجاحات وماهي رسالتك في الحياة ؟

-لكل انسان مفهومه الخاص للنجاح.. ورسالتي في الحياة تتمثل في تغيير شيء في هذا العالم من أهمها تغيير العقليات…من المهم أن نعي أننا قادرون على النجاح…الثقة في النفس وأهمية الإيمان بذواتنا… التعلم الدائم المستمر وقراءة الكتب… أقولها وأعيدها إذا كنت تحب عملك…فأنت لم تعمل يوما حقا..”

في الختام، ماهي رسالتك للشباب باعثي المشاريع؟

-« Start small and think big »  أعتقد أن اتخاذ الخطوة الأولى هو أهم قرار عملي في بناء المشروع , من المهم عدم البحث على الربح السريع لأن المال ليس المحدد الوحيد للنجاح.. فمثلما قال بيل غاتس: ”الرجل الغني ليس من يمتلك المال بل من له القدرة على كسب المال…” من الضروري التعامل بطريقة إيجابية مع محيط الأعمال وتطوير المقدرة على اتخاذ القرارات في الوقت المناسب والتعامل بطريقة إيجابية كقائد في علاقة بفريق العمل لأن النجاح الحقيقي ينبع منهم ومن قدرتهم على المساهمة في انتاج الشركة وضمان جودة خدماتها لذلك التعامل الإيجابي مع الموظفين وتقدير مجهوداتهم يؤثر بشكل كبير على الأداء ومعدل الإنتاجية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى