سياسة

طولكرم تحت الحصار.. تصعيد إسرائيلي شرس ونزوح قسري وسط كارثة إنسانية

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها العسكرية في مدينة طولكرم ومخيمها لليوم السادس على التوالي، مما أدى إلى دمار واسع في البنية التحتية والمنازل، وأجبر عشرات العائلات على الفرار قسرًا وسط أوضاع إنسانية مأساوية.

كما شهدت المدينة تصعيدًا ميدانيًا مكثفًا، حيث انتشرت قوات الاحتلال في مختلف الأحياء، وداهمت المنازل، ودققت في هويات السكان، بينما حوّلت عددًا من المباني إلى مواقع عسكرية، نشرت فيها قناصتها، من بين المنشآت التي استولت عليها، مجمع العدوية التجاري قرب مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، إلى جانب عدة عمارات بارزة في وسط المدينة وأطرافها.

وأفاد شهود عيان بتحليق مكثف للطائرات المُسيّرة في سماء طولكرم، بينما اقتحمت القوات الإسرائيلية المقبرة الغربية ونفّذت عمليات تفتيش وتمشيط في محيطها، كما عمدت إلى تحطيم أقفال المحال التجارية في الحي الشرقي واقتحامها بالقوة.

كما أن داخل مخيم طولكرم، فرض الاحتلال حصارًا خانقًا، ونشر دورياته في الأحياء، فيما تمركز القناصة على أسطح المباني المرتفعة، مما زاد من حالة التوتر والخوف بين السكان، وبحسب روايات الأهالي، أجبرت القوات الإسرائيلية العديد من العائلات في مناطق متفرقة من المخيم على مغادرة منازلها قسرًا، في خطوة تهدف إلى تفريغ المخيم من سكانه.

ولجأت قوات الاحتلال إلى تدمير منازل وتفجير بعضها، متسببةً في تشريد سكانها، وسط تدهور حاد في الأوضاع المعيشية، حيث أدى القصف والتجريف إلى انقطاع الكهرباء والمياه وشبكات الاتصال، فضلًا عن نقص حاد في المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية.

ومع استمرار هذه الانتهاكات، تحركت جهات محلية لمحاولة تخفيف معاناة الأهالي، حيث أطلقت لجنة الكرامة والإغاثة حملة لدعم الأسر النازحة، فيما فتحت الجمعيات والمراكز الاجتماعية والمساجد أبوابها لاستقبال المتضررين.

وفي ظل هذا التصعيد المتواصل، تزداد التحذيرات من كارثة إنسانية تهدد سكان المدينة والمخيم، وسط دعوات دولية متصاعدة للتدخل العاجل ووقف العدوان الإسرائيلي المستمر.

 

بقلم: أماني يحيي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى