طوفان بشري غير مسبوق بالعاصمة صنعاء تتويجاً لعامين من الجهاد والتضحية إلى جانب غزة

رياض الزواحي
شهدت العاصمة صنعاء اليوم، طوفاناً بشرياً هادراً غير مسبوق في مليونية “طوفان الأقصى.. عامان من الجهاد والتضحية حتى النصر”، مباركة للشعب الفلسطيني ومجاهديه، وتتويجاً لعامين من الاحتشاد الجهادي المشرف في مساندة أبناء غزة وفلسطين.
وعبرت الحشود التي رفعت العلمين اليمني والفلسطيني وشعارات العزة والنصر والمقاومة، عن الفخر والاعتزاز بمواقف وشجاعة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ومن خلفه الشعب اليمني المجاهد، في مناصرة ومساندة الأشقاء في غزة والوقوف مع الشعب الفلسطيني بشتى الوسائل وعلى كافة الأصعدة.
وحيت الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال على مدى عامين في مواجهة آلة الإجرام والقتل الصهيونية الأمريكية والذين أفشلوا مخططات الكيان الغاصب وتوجوا صبرهم وثباتهم بالنصر.
وجددت الحشود التأكيد على الثبات في دعم ونصرة القضية الفلسطينية والوقوف الدائم والصادق مع الشعب الفلسطيني الشقيق حتى نيل كافة حقوقه المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وتوجهت الجماهير بالحمد والثناء لله الذي وفق الشعب اليمني وقيادته وجيشه، بهذا الموقف التاريخي وغير المسبوق على مستوى العالم، في إسناد غزة، ونجاه من عار الخذلان والهوان، حتى حقق الله النصر على الطغاة والمستكبرين الصهاينة والأمريكان.
وأكدت أن الشعب اليمني على أهبة الاستعداد والجهوزية الكاملة لمواجهة أي تصعيد عدواني إجرامي إسرائيلي أو أمريكي أو غيره، والتصدي لكل مخططات الأعداء التي تستهدف الوطن والأمة.
ورددت الحشود شعارات (مع غزة من أجل الله.. عشنا عامين مع الله)، (حمدا لله الجبار.. غزة انتصرت يا أحرار) (انتصر الحق على الباطل.. والصهيوني والأمريكي فاشل فاشل) (بالله ونعم الوكيل.. غزة هزمت إسرائيل)، (بالله تعالى سبحانه.. خاب نتنياهو ورهانه)، (انتصرت غزة يا عالم.. ما أعظم فرحة من ساهم)، (في غزة برز الإيمان.. فتهاوى حلف الشيطان).
وهتفت (سنظل نتابع ونراقب.. إن نكثوا قمنا بالواجب)، (أعيننا مفتوحة ترصد.. إن خرق الصهيوني سنرد)، (سنظل نصنع ونطور.. وغدا للأقصى سنحرر)، (سنواصل بالله وحوله.. ونعد لأكثر من جولة)، (يا غزة معكم مازلنا.. سنظل وإن عادوا عدنا)، (يا غزة يا فلسطين.. معكم كل اليمنيين)، (يا غزة واحنا معكم.. أنتم لستم وحدكم).
وخلال المسيرة عبر القائم بأعمال رئيس الوزراء- رئيس اللجنة الوطنية العليا لنصرة الأقصى العلامة محمد مفتاح عن الفخر والاعتزاز بالحضور الجماهيري الكبير للشعب اليمني.. وقال “يا أبناء يمن الايمان والجهاد والحكمة، ونحن نودع عامين من الجهاد والعطاء منذ بدء طوفان الأقصى، نحمد الله على توفيقه وهدايته وعونه، ونفخر بحضوركم، في هذه الفعاليات العظيمة الأسطورية التاريخية الكبرى”.
وخاطب الحشود المليونية ” إننا في اللجنة الوطنية لنصرة الأقصى عاجزون كل العجر عن الشكر والتقدير لكم أيها الشعب العظيم، وكذا للإخوة المتعاونين في كافة اللجان الأمنية، التنظيمية والإعلامية والطبية وكافة اللجان التي تعمل بجهد كبير في تنظيم هذه الفعاليات، وأنتم كلكم لجان تنظيمية بتعاونكم، باستجابتكم للمنظمين بكل جهودكم”.
وأوضح العلامة مفتاح في البيان الصادر عن المسيرة المليونية، أن عامين من جرائم الإبادة والقتل والتدمير الإسرائيلي الأمريكي بحق إخواننا في غزة، قابلهما عامان من الصمود الاسطوري والثبات الراسخ والصبر العظيم والتضحية غير المسبوقة.
وقال “في الذكرى الثانية لانطلاق عملية طوفان الأقصى المباركة، نحمد الله الذي وفقنا وهدانا بدينه الحق، وبكتابه العظيم، وبالقيادة القرآنية الصادقة التي أكرمنا بها إلى أعظم موقف، وتوجنا بشرف وفخر إسناد غزة لعامين كاملين، ونجانا من عار الخذلان والهوان، وثبتنا ونصرنا أمام أطغى طغاة الأرض الصهاينة والأمريكان، فلم نتراجع ولم ننكسر بفضل الله وكرمه ومنه، ولم نخذل غزة ولم نخضع لغير الله ربنا الملك العزيز الذي أعزنا بعزته وأمدنا بقوته وربط على قلوبنا وثبتنا وسدد ضرباتنا، وكان حقاً حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير”.
وأضاف “وما زلنا على العهد والوعد، نخرج اليوم خروجاً مليونياً في مسيرات استثنائية جهاداً في سبيل الله وابتغاء لمرضاته، مباركة للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء، وتتويجاً لعامين من الاحتشاد الجهادي المشرف في مساندة الشعب الفلسطيني، وتأكيداً على ثباتنا على هذا الموقف الإيماني الراسخ حتى النصر المبين والفتح الموعود بإذن الله”.
وبارك البيان لأبناء الشعب الفلسطيني العزيز عموماً وأبناء غزة ولأبطال المقاومة خصوصاً صمودهم العظيم وصبرهم منقطع النظير وتضحياتهم التي فاقت التوقعات، وبرغم جسيم التضحيات إلا أن العدو في النهاية فشل في تحقيق أهدافه التي أعلنها منذ اليوم الأول، فلم يستطع استعادة أسراه دون صفقة تبادل، ولم يُنهِ المقاومة، وفشل في مخطط التهجير، وبقي عاجزاً ومعه الدعم الذي لا مثيل له من الأمريكي ومعظم الأنظمة الغربية.
وأكد أن المقاومة الشجاعة المجاهدة ومعها الشعب الفلسطيني بقيت بثقتهم العظيمة بالله، وصبرهم وصمودهم وثباتهم على موقفهم لم يتزعزعوا ولم يخضعوا ولم يتراجعوا وقدموا درساً للأمة وللعالم في انتصار الحق مع الوعي والصبر، وإن قل نصيره، وانكسار الظلم والطغيان وإن عظم نفيره.
وعبر عن “الحمد والثناء لله سبحانه وتعالى على توفيقه لنا بهذا الموقف التاريخي وغير المسبوق والاستثنائي على مستوى العالم كله، مترحما على شهدائنا العظماء في هذه المعركة وفي كل مسيرة جهادنا، ومباركا لقائد مسيرتنا القرآنية العظيمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي أنعم الله به علينا، ورفع الله قدرنا بمواقفه وثباته وشجاعته وحكمته ونعاهده كما عاهد أجدادنا الأنصار جده رسول الله، ونقول له : يا قائدنا لو استعرضت بنا البحر لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً، إنَّا لصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله”.
وبارك البيان أيضاً لكل الأوفياء الصادقين الذي ضحوا مع غزة وبذلوا وثبتوا وصبروا وفي مقدمتهم الاخوة في حزب الله في لبنان الذين ضحوا أعظم التضحيات وكانوا الأوفياء في وعدهم لغزة وفلسطين والقدس، وكذا الجمهورية الاسلامية في إيران الثابتة على النهج، والداعم والسند لغزة والمقاومة دون تراجع، وكذا للإخوة في المقاومة في العراق الذين كان لهم حضورهم في الاسناد.
وتابع “وفي المقابل وعلى النقيض لا ننسى من خان وتآمر مع العدو من الأنظمة العربية والاسلامية والحركات والقوى والأحزاب الذين وقفوا ضد المقاومة أو ضد من يقف معها ويساندها ونقول لهم: إن الخزي والعار والحسرة في الدنيا قليل عليكم، فانتظروا فوق ذلك الهزيمة والخسارة في الدنيا والحسرات والخزي والعار والعذاب الأليم في نار جهنم وبئس المصير”.
وأضاف البيان “وللمتخاذلين والجبناء الذين اعتقدوا أن الموت والحياة بيد أمريكا وإسرائيل، نقول لهم ما يحدث أمامكم هي شواهد وعبر لكم لتعرفوا بأن الله وحده الذي هو على كل شيء قدير وأن الحياة بيده والموت بيده وأن النصر من عنده وهو صادق الوعد فثقوا به وتوكلوا عليه”.
وأكد استعداد الشعب اليمني الدائم للتحرك الشامل في مواجهة أي تصعيد عدواني إجرامي إسرائيلي أو أمريكي أو غيره، سواء استمرت هذه الجولة من الصراع أو في غيرها من الجولات، وكذا اليقظة الدائمة لكل مخططات الأعداء تجاه بلدنا أو بلدان منطقتنا لإغراقنا من جديد في أي صراعات تصرفنا عن قضيتنا الأساسية والمركزية، واستعدادنا بعون الله وتوفيقه لمواجهتها وإفشالها في كل المجالات، والتطوير الدائم لكل عوامل القوة الإيمانية والمادية بالتوكل على الله والاعتماد عليه.
كما أكد للإخوة الأعزاء في فلسطين على “تمسكنا المستمر بالقضية الفلسطينية، ووقوفنا الدائم والصادق والجاد معهم، ونقول لهم من جديد ما قاله قائدنا سابقاً (لستم وحدكم، ولن تكونوا وحدكم الله معكم، ونحن معكم، وسنبقى على الدوام معكم حتى تحرير فلسطين كل فلسطين، وزوال الكيان المغتصب المؤقت، الظالم، الإجرامي بإذن الله