أخبار العالم العربي

.طلال أحمد أخصائي الجراحة العامة بمستشفيات الحمادي: الطب ليس “بحث جوجل”.. احذروا العلاج عبر الإنترنت والذكاء الصناعي!

في زمنٍ باتت فيه المعلومة على بُعد ضغطة زر،أصبح من السهل أن تتحول شبكة الإنترنت إلى “عيادة مفتوحة” لكل من يبحث عن تشخيص أو علاج،ورغم أن التقنية والذكاء الصناعي قدّما قفزات هائلة في مجال الصحة،إلا أن الاعتماد عليهما بشكل كامل قد يكون خطرًا يهدد حياة الإنسان.
من معلومة نافعة إلى خطر قاتل
تثقيف النفس صحيًا عبر الإنترنت أمر إيجابي،لكن الخطر يبدأ حين تتحول هذه المعلومات إلى تشخيص ذاتي وعلاج منزلي دون الرجوع إلى الطبيب؛فالأعراض قد تتشابه، والأمراض قد تختبئ خلف مظاهر مضللة،وأي تأخير في التشخيص الصحيح قد يؤدي إلى تفاقم الحالة أو فقدان فرصة الشفاء المبكر.
الذكاء الصناعي..أداة لا بديل
الذكاء الصناعي قادر على تحليل كميات هائلة من البيانات،لكنه لا يملك العين الخبيرة ولا اللمسة الإنسانية للطبيب؛فهو لا يعرف تاريخك الصحي بدقة،ولا يقرأ لغة جسدك،ولا يربط الأعراض ببيئتك وحياتك.
والأخطر أن بعض الإجابات قد تُبنى على معلومات ناقصة أو غير محدثة،ما يضع المريض أمام مسار علاج خاطئ.
أخطاء قد تكلّف حياتك من أبرز المخاطر التي قد تواجه من يعتمد على التشخيص الإلكتروني:
تأخر التدخل الطبي الصحيح.
تناول أدوية غير مناسبة أو خطيرة.
الاطمئنان الزائف وإهمال الأعراض الخطيرة.
التعرض لمعلومات مغلوطة أو غير علمية.
الوعي الصحي مسؤولية الجميع،وزارة الصحة السعودية والجهات الطبية تبذل جهودًا ضخمة لنشر الوعي، لكن المسؤولية تبدأ من الفرد.
التقنية ليست عدوًا،لكنها سلاح ذو حدين؛استخدمها لتثقيف نفسك،لا لعلاج نفسك.
وعند أي عارض صحي،اجعل خيارك الأول زيارة الطبيب المختص،وليس محرك البحث أو روبوت المحادثة.
الخلاصة:
في الطب،المعلومة الخاطئة قد تكون أخطر من الجهل.
والطبيب،وليس الخوارزمية،هو القادر على قراءة جسدك وروحك معًا.
فاحمِ نفسك…واستشر مختصًا.
————————–
الدكتور: طلال محمد أحمد
أخصائي الجراحة العامة بمستشفيات الحمادي بالرياض
———————–
د.طلال أحمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى