أخبار عالمية

شعفاط بعد حادثة تسوبا: بين الإجراءات الأمنية والبحث عن حياة طبيعية

يارا المصري
لم يكن سكان مخيم شعفاط على علم بأن حادثة طعن وقعت على بعد كيلومترات قليلة منهم ستغير تفاصيل يومهم بهذه السرعة. ففي فندق تسوبا قرب القدس، أقدم محمد الدبع، البالغ من العمر 42 عامًا، والمقيم في المخيم، على تنفيذ عملية طعن أسفرت عن إصابة شخصين بجروح طفيفة، قبل أن يتم اعتقاله فورًا. لكن تداعيات الحادث لم تبقَ محصورة بمكانه، بل ارتدت كالعاصفة على المخيم ذاته.
بعد ساعات فقط من العملية، دخلت قوات الشرطة إلى شعفاط بأعداد كبيرة، وحاصرت منزل الدبع. لم يقتصر الأمر على تفتيش المنزل، بل امتد إلى اعتقال شقيقه وتفتيش منازل مجاورة، في خطوة أثارت توترًا واسعًا بين السكان. ومع تزايد وجود القوات، بدا المخيم وكأنه تحت حصار غير معلن.
رد فعل الشبان لم يتأخر، إذ اندلعت مواجهات في أزقة المخيم الضيقة. الشرطة استخدمت الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، بينما تحدث شهود عن إطلاق رصاص حي لتفريق المتظاهرين. النتيجة كانت إصابة شابين بجروح، ما زاد من الغضب الشعبي. بالنسبة لكثيرين، لم يكن ما حدث مجرد “إجراء أمني”، بل بدا وكأنه عقاب جماعي لسكان المنطقة.
لم يتوقف الأمر عند ساعات الاقتحام، بل وُضعت بوابات حديدية عند مداخل المخيم الرئيسية، ما أعاق تنقل السكان وأطال رحلاتهم اليومية للعمل والدراسة. كما سُجلت اعتقالات إضافية لعدد من الشبان في الأيام اللاحقة، الأمر الذي عزز شعور الأهالي بأن المخيم يواجه مرحلة جديدة من التضييق.
أحد أقارب المصابين قال بحدة:
“لو كان هناك تعامل حكيم، لما تعرض أطفالنا لهذا الخطر. دخول القوات بهذه الطريقة العنيفة حوّل المخيم إلى ساحة مواجهة غير مبررة.”
هذه الشهادة تعكس حالة عامة من الغضب، لكنها في الوقت ذاته تكشف عن قلق أكبر: الخوف من أن يتحول المخيم إلى ساحة دائمة للتوتر، ما يزيد من معاناة السكان الذين يعانون أصلًا من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة.
رغم حالة التوتر التي تعصف بالمخيم، فإن هناك صوتًا آخر يرتفع بين السكان: صوت الأمل. كثيرون يطالبون بعودة الهدوء بسرعة ووقف الإجراءات المشددة، كي يتمكنوا من العودة إلى حياتهم الطبيعية. فبالنسبة لهم، الحياة اليومية من عمل ومدرسة ورعاية أسر هي الأولوية القصوى، بعيدًا عن أجواء العنف والتصعيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى