الصحة

شاهد.. باحثون كوريون يطورون هيكلًا خارجيًا متطورًا يمنح الأمل للمصابين بالشلل النصفي

في إنجاز علمي جديد قد يُحدث ثورة في عالم التأهيل الطبي، نجح فريق بحثي كوري جنوبي في تطوير روبوت خارجي قابل للارتداء يساعد مرضى الشلل النصفي على المشي من جديد. يتميز الروبوت بخفة وزنه وتصميمه الذكي المستوحى من أفلام الأبطال الخارقين، مما يمنح المستخدمين القدرة على استعادة جزء كبير من حركتهم الطبيعية بثقة وأمان.

 

تقنية مستقبلية مستوحاة من الخيال العلمي

استلهم الباحثون في المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا (KAIST) تصميم هذا الروبوت من شخصية “الرجل الحديدي” في أفلام مارفل، ليجمع بين التكنولوجيا المتطورة والعملية في الاستخدام. يمكن للجهاز التحرك تلقائيًا نحو مستخدميه، ثم يثبت نفسه على أجسادهم دون الحاجة إلى مساعدة خارجية، مما يجعله سهل الاستخدام للأفراد الذين يعانون من إعاقة حركية.

اختبار واقعي: مريض شلل نصفي يمشي من جديد

أجرى الباحثون تجربة عملية للروبوت على “كيم سونغ هوان”، أحد أعضاء الفريق والمصاب بالشلل النصفي، حيث نجح في السير بسرعة تصل إلى 3.2 كيلومتر في الساعة، كما تمكن من صعود الدرج، والتحرك الجانبي، وحتى الجلوس على كرسي بسهولة، وهو إنجاز مذهل لمن يعانون من مثل هذه الإعاقة. وأشار كيم إلى أن الروبوت، الذي يحمل اسم “ووك أون سوت إف 1”، قادر على الاقتراب منه أينما كان، حتى وهو جالس على كرسي متحرك، لمساعدته على الوقوف والانطلاق في المشي.

 

تصميم متقدم يحاكي حركة الإنسان بدقة

تم تصنيع الهيكل الخارجي للروبوت باستخدام سبائك الألومنيوم والتيتانيوم، مما جعله قويًا وخفيف الوزن، حيث يبلغ وزنه 50 كيلوجرامًا فقط. كما يحتوي على 12 محركًا إلكترونيًا تحاكي المفاصل البشرية، مما يمنح المستخدمين حرية حركة أقرب للطبيعية.

بالإضافة إلى ذلك، زُوّد الروبوت بأجهزة استشعار متطورة قادرة على قراءة 1000 إشارة في الثانية لمراقبة توازن المستخدم والتكيف مع حركاته الإرادية. كما يحتوي على عدسات تحليلية متقدمة لمراقبة البيئة المحيطة، والتعرف على التضاريس والعقبات، مما يتيح للمستخدمين التحرك بأمان حتى لو كانوا يفتقرون إلى الإحساس بالجزء السفلي من أجسادهم.

 

ثورة طبية قد تغير حياة الملايين

يمثل هذا الروبوت القابل للارتداء خطوة هائلة نحو تحسين جودة حياة مرضى الشلل النصفي، حيث يمنحهم القدرة على استعادة استقلاليتهم الحركية. ويأمل الباحثون في تطوير مزيد من الإصدارات المتقدمة التي تتيح للأشخاص ذوي الإعاقة استعادة قدرتهم على المشي بطريقة أكثر طبيعية وسلاسة.

بقلم/ محمد الزيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى