أخبار العالم العربيالرئيسيةالصحة

د.مجد الحدادين استشاري جراحة الجهاز الهضمي بمستشفيات الحمادي..في حديث عن: الأورام الوعائية الدموية في الكبد …مدى خطورتها وسبل علاجها

الاحساء
زهير بن جمعه الغزال

الأورام الوعائية الدموية هي أورام حميدة قد تظهر في الكبد،وتتكون من تجمعات من التجاويف المملوءة بالدم والمبطنة بخلايا بطانية، والغالبية العظمى من هذه الأورام لا تظهر عليها أعراض، وغالبًا ما تُكتشف صدفةً أثناء فحوصات التصوير الشعاعي لأمراض مختلفة غير ذات صلة.
غالباً ما تتراوح أحجام الأورام الدموية الشعرية بين بضعة مليمترات و3 سم،ولا يزداد حجمها مع مرور الوقت، وبالتالي من غير المرجح أن تُسبب أعراضًا مستقبلية،أما الأورام الدموية الصغيرة والمتوسطة،فهي أورام حميدة واضحة المعالم،ولا تتطلب علاجًا فعالًا سوى المتابعة الدورية،ومع ذلك فإن ما يسمى بالأورام الدموية الكبدية العملاقة،والتي يصل حجمها إلى 10 سم فما فوق فقد تكون مصاحبة للعديد من الأعراض والمضاعفات ولذلك غالباً
ماتحتاج إلى التدخل الجراحي أو أي تدخل طبي ٱخر للحد من تطور الخالة وتجنب المضاعفات.
سبب الورم الدموي الكبدي غير معروف،فقد يكون خلقيًا،وقد أبلغ باحثون عن حالات ورم دموي كبدي متوارثة في العائلات،مما يشير إلى احتمال وجود صلة وراثية بينما اعتبرت حالات أخرى ورمًا دمويًا خلقيًا في بعض المقالات،حيث يمكن تشخيص الورم الدموي الكبدي عند الرضع قبل الولادة أو في مرحلة الطفولة،ويتراوح معدل حدوثه عند عمر سنة واحدة بين 5 و10%،وعادةً ما يتراجع حجمه مع مرور الوقت،ولكن ليس دائمًا.
في معظم الحالات،لا تُظهر الأورام الوعائية الكبدية أي علامات أو أعراض،وغالبًا ما تُكتشف صدفةً أثناء فحوصات التصوير لحالات أخرى غير ذات صلة،وفي حال ظهور أعراض، فهي غير محددة،وشائعة في العديد من الأمراض الأخرى، وخاصةً تلك ذات المنشأ الهضمي حيث يُعدّ الألم في النصف العلوي الأيمن من البطن الشكوى الأكثر شيوعًا؛وتشمل الأعراض الأخرى فقدان الشهية، والشعور المبكر بالشبع، والغثيان،والتقيؤ،وآلام البطن، والشعور بالامتلاء،وانتفاخ البطن بعد الأكل سواءً كان مبكرًا أو متأخرًا.

يمكن للفحص الطبي البدني اكتشاف تضخم الكبد ونادرًا ما يمكن اكتشاف كتلة ملموسة ولكن يصعب تأكيد التشخيص إلا بعد عمل الفحوصات الشعاعية اللازمة.
يشمل تشخيص الأورام الوعائية الكبدية بالتصوير الموجات فوق الصوتية، والتصوير المقطعي (CT)، والتصوير بالرنين المغناطيسي MRlوتصوير الأوعية الدموية،والمسح النووي (دراسات سينتغرافية باستخدام خلايا الدم الحمراء المصبوغة بالتكنيتيوم-99م)، مما يوفر دقة عالية لتشخيص الورم الوعائي الكبدي. وتُستخدم هذه التقنيات لتمييز الورم الوعائي الكبدي عن الأورام الوعائية الأخرى، ولتمييز الأورام الحميدة عن الخبيثة.

بما أن معظم الأورام الوعائية في الكبد تكون صغيرة الحجم ولا تظهر عليها أعراض عند التشخيص ويكون تطورها ثابتًا نسبيًا ولا توجد بيانات علمية تُشير إلى احتمالية تحولها إلى ورم خبيث. يُعدّ العلاج التحفظي بالاشراف والمتابعة من خلال التصوير بالأشعة كل 6 أشهر أو سنويًا لتقييم مدى تطور الورم مع مرور الوقت كافيًا،وتُعد المراقبة طويلة الأمد ضرورية للمرضى الذين يعانون من ألم أو لا يستجيبون للمسكنات، والذين يتلقون علاجًا بالإستروجين،وأثناء الحمل،وللمرضى ذوي الأورام الوعائية كبيرة الحجم،ووفقًا للدراسات و البيانات المتوفرة، فلا يوجد علاج دوائي معروف قادر على تقليل حجم الأورام الوعائية في الكبد.
أما بالنسبة لهؤلاء المرضى الذين يعانون من أعراض شديدة أو أن حجم الورم الوعائي كبير مما يسبب خطر المضاعفات،فهم بحاجة إلى علاج هذا الورم أما عن طريق الأشعة التداخلية أو التدخل الجراحي لاستئصال الورم،وفي هذه الحالات يكون الفريق الطبي المختص هو من يقرر الطريقة العلاجية الأنسب حسب حالة المريض ومكان تواجد الورم الوعائي الدموي وحجمه.
————————-
د مجد نواش الحدادين
استشاري الجراحة العامة وجراحة الجهاز الهضمي بمستشفيات الحمادي بالرياض

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى