أخبار العالم العربي

د.إكرام عياد استشارية طب الأطفال بمستشفيات الحمادي..في حديث عن: مشاكل النوم عند الأطفال

 

 

الاحساء
زهير بن جمعه الغزال

ينام معظم الأطفال لمدة متواصلة لا تقل عن 5 ساعات عندما يبلغون من العمر 3 أشهر، ولكنهم قد يمرون بفترات من الاستيقاظ في أثناء الليل خلال السنة الأولى،وعادةً ما يكون ذلك عند الإصابة بمرض.
تختلف العائلات في عاداتها وسلوكياتها الخاصة بنوم الأطفال مع الوالدين،أو غير ذلك من عادات النوم،كما تتباين الثقافات المختلفة في مواقفها تجاه عادات النوم.
يوصي الخبراء بأن ينام الطفل الرضيع في نفس غرفة والديه، ولكن ليس على نفس السرير. يُعتقد أن نوم الطفل الرضيع على نفس السرير يزيد من خطر مُتلازمة موت الرضيع الفجائي(SIDS).
بالنسبة لمعظم الأطفال، فإن مشاكل النوم تكون متقطعة أو مؤقَّتة، وغالبًا ما لا تحتاج إلى أي علاج.
١/الكوابيس:
الكوابيس هي أحلام مخيفة تحدث في أثناء النوم الريمي.إذا شاهد الطفل كابوسًا في أثناء نومه، فقد يستيقظ مرعوبًا،ويستذكر تفاصيل ذلك الحلم.
لا تُعد الكوابيس سببًا للقلق،إلا إذا كانت تحدث بشكل متكرر جدًا.يمكن أن تحدث الكوابيس بوتيرة أعلى في أوقات الشدة النفسية،أو بعد أن يشاهد الطفل برنامجًا سينمائيًا أو تلفزيونيًا يحتوي على مشاهد عنيفة أو مخيفة.
٢/الرعب الليلي والمشي أثناء النوم: الرعب الليلي(night terror) هو نوبات من الاستيقاظ غير الكامل المترافق بقلق شديد بعد فترة وجيزة من النوم.يحدث ذلك في مراحل النوم غير الريمي،ويكون أكثر شيوعًا عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-8 سنوات خلال نوبة رعب ليلية، قد يصرخ الطفل ويبدو مرتعبًا، ويتسرّع معدَّل ضربات قلبه، ويتعرق،ويتنفس بسرعة.ويبدو الطفل وكأنه غير مدرك لوجود والديه إلى جواره، وقد يتصارع بعنف معهما ولا يستجيب لمحاولات تهدئته،وقد يتحدث دون أن يتمكن من الإجابة عن الأسئلة.ينبغي عدم إيقاظ الطفل،لأن ذلك قد يزيد من شعوره بالرعب. عادة ما يعود الطفل إلى النوم تلقائيًا بعد بضع دقائق ولا يتذكر شيئا عمّا حصل.
حوالى ثلث الأطفال الذين يعانون من الرعب الليلي يعانون أيضًا من المشي في أثناء النوم (النهوض من السرير والمشي في الوقت الذي يبدو فيه نائمًا)،كما أن حوالى 15٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-12 سنة تحدث لديهم نوبة واحدة على الأقل من المشي في أثناء النوم.
غالبًا ما يتوقف المشي في أثناء النوم والرعب الليلي عند جميع الأطفال بدون علاج،ولكن قد يستمر ذلك بشكل متفاوت لعدة سنوات،ولاتستدعي الحالة العلاج عادةً،ولكن إذا استمرت هذه الاضطرابات حتى مرحلة المراهقة أو البلوغ وكانت شديدة،فقد يكون العلاج ضروريًا.
قد يستفيد بعض الأطفال الذين يحتاجون إلى مُعالَجَة الرعب الليلي من المهدئات أو أنواع معينة من مضادَّات الاكتئاب،ولكن هذه الأدوية قوية،وقد تترك آثارًا جانبية.
٣/مقاومة الذهاب إلى السرير:
كثيرا ما يقاوم الأطفال، وخاصةً الذين تتراوح أعمارهم بين 1-2 سنة،الذهاب إلى السرير،وقد يُعزى ذلك إلى ما يُسمى قلق الانفصال،في حين أن السبب عند الأطفال الأكبر سنًا يكون غالبًا محاولتهم السيطرة على محيطهم.
من الأسباب الشائعة الأخرى لمقاومة النوم هو تعديل وقت النوم حيث تحدث هذه الحالة عندما يُسمح للأطفال بالبقاء مستيقظين حتى وقت متأخر، ثم النوم في وقت متأخر أكثر من المعتاد كل ليلة، والاستمرار على هذا المنوال بما يكفي لتعديل ساعة الجسم الداخلية إلى وقت النوم المتأخر.
يُعد تبكير موعد النوم لبضع دقائق في كل ليلة الطريقة الأنسب لإعادة ضبط الساعة الداخلية،ولكن يمكن عند الحاجة استخدام الأدوية المساعدة على النوم التي يمكن صرفها بدون وصفة طبية لمدة بسيطة،مثل الميلاتونين وهو ما قد يُساعد على إعادة ضبط الساعة الداخلية.
لا تتحسن مقاومة الطفل للنوم إذا مكث الأهل معه في الغرفة لمنحه الإحساس بالراحة أو سمحوا له بالخروج من السرير.وفي الواقع،فإن هذه التصرفات قد تعزز من سلوك الاستيقاظ ليلا،حيث يحاول الأطفال إعادة تهيئة الظروف التي ناموا فيها.ولتجنب هذه المشاكل،يمكن لأحد الوالدين الجلوس بهدوء في الردهة على مرأى من الطفل والتأكد من أنه يبقى في السرير.بعد ذلك يؤسس الطفل لروتين نومه بمفرده، ويعلم أن الخروج من السرير هو سلوك غير جيد.كما يدرك الطفل أيضًا بأن الأب أو الأم قريبين منه،دون أن يلعبا معه أو يحكيا له القصص.في نهاية المطاف،سوف يرقد الطفل ويخلد إلى النوم.
٤/الاستيقاظ أثناء النوم:كثيرًا ما يواجه الأطفال نوبات متكررة من الاستيقاظ ليلًا،بعد التحرك، أو الإصابة بمرض،أو المرور بتجربة مرهقة.قد تتفاقم مشاكل النوم إذا أخذ الطفل قيلولة طويلة في وقت متأخر من فترة ما…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى