حين سكت العالم… تكلّم ترامب قمة شرم الشيخ، 2025 – لحظة نادرة من الوضوح في زمن التردد.

في عالم تتقاذفه التحالفات والمصالح، ويقف فيه كثير من القادة على مسافة محسوبة من الألم الفلسطيني، برز دونالد ترامب كصوت منفرد – قد لا يُرضي الجميع، لكنه تكلم حيث سكت الآخرون.
“السلام ليس أمنية، بل واقع نصنعه”، بهذه العبارة افتتح ترامب خطابه، مشيرًا إلى أن ما يحدث اليوم ليس صدفة، بل نتيجة لتحرّكات عملية بدأت منذ سنوات، وإرادة سياسية قررت أن تنهي دائرة الدم.
وفي الوقت الذي كانت فيه الأنظار تتجنب التحديق في جرح غزة النازف، اختار ترامب أن يطرح رؤية ـ قد يعتبرها البعض غير مكتملة ـ لكنها أعادت “السلام” إلى الواجهة.
هل تغير ترامب؟
البعض يرى أن نبرة ترامب في شرم الشيخ كانت مختلفة. أقلّ حدّة، أكثر واقعية، بل حتى إنسانية. تحدّث عن إعادة الإعمار، وكرامة الشعوب، وعن “الاقتصاد كجسر للسلام”.
لم يكن الخطاب خاليًا من إشارات القوة، لكنه بدا وكأنه يوازن بين المصالح والعدالة.
ماذا بعد الخطاب؟
– هل ستُترجم كلماته إلى التزامات؟
– هل سيتحوّل الدعم السياسي إلى استثمارات تعيد بناء غزة كمدينة ذكية؟
– هل سيستثمر هذا الزخم لإحياء مفاوضات منصفة؟
حين يسكت العالم… نحتاج من يتكلم
صمت العالم عن المأساة في غزة ترك فراغًا خطيرًا. وإذا كان ترامب قد ملأ هذا الفراغ مؤقتًا، فإن مسؤولية الاستمرار لا تقع عليه وحده.
قال ترامب: “لا نريد حربًا عالمية ثالثة. ما نريده هو السلام، والاستقرار، والفرص لكل الشعوب.”
تصريحه يأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات الدولية، وتبدو المنطقة على شفا الانفجار في أكثر من مكان.
بهذا الموقف، يحاول ترامب تقديم نفسه كصوت عقلاني، رغم خلفيته الجدلية، مؤكداً أن السلام ليس خيارًا ضعيفًا، بل ضرورة استراتيجية.