حينما تتغلب التفاهة والكلام الساقط وسب الرب على الجدية وكل القيم السامية . ابرز ردود الفعل حول فوز المالكي بجائزة أحسن مؤثر .

ز
مدير جريدة الجريدة بوان كوم
أثار فوز إلياس المالكي بجائزة أحسن مؤثر عدة ردود فعل متباينة ، أغلبها كان ضد منحه هذه الجائزة التي اعتبروها غير مستحقة ، وهناك الكثيرون ممن يستحقونها بالفعل ، لكن تسليمها للتفاهة والسخافة .
قامت قيامة وسائل التواصل الاجتماعي ولن تقعد حتى لا يهنأ بها هذا المؤثر المثير للجدل ، والذي لا يقدم إلا التفاهة وسوء الخلق عبر كلماته النابية وسب الرب والدين في أغلب خرجاته وفيديوهاته المباشرة .
هناك الكثيرون ممن يستحقون بالفعل هذه الجائزة لكونهم يقدمون محتوى راقيا يليق بالمجتمع ويفيده بطريقة أو بأخرى عكس المالكي الذي لا يتابعه إلا المراهقون الذين لم تكتمل مرحلة نضجهم ليميزوا الغث من السمين .
ماهي المعايير التي اعتمدتها اللجنة التي منحته جائزة أحسن مؤثر ، إن كانت عدد المشاهدات فهناك من هو اكثر منه من خلال الإحصائيات الحقيقية ، وإن كان التأثير فهناك من هو مؤثر فعلا وبطريقة إيجابية وفي شرائح متعددة من المجتمع وليس فقط في فئة المراهقين .
لقد تغيرت فعلا معايير النجومية والتأثير في مشهدنا الرقمي المغربي بعد تتويج إلياس المالكي بلقب “أفضل مؤثر في المغرب” ، وهذا سيشجع شبابنا على اتخاذ المالكي قدوة لهم ومثلا أعلى مع أنه لا يقدم اي محتوى مفيد .
فوز الستريمر إلياس المالكي بجائزة “أفضل مؤثر لعام 2025” خلال فعاليات الدورة الثانية لمعرض المغرب لصناعة الألعاب يضرب مصداقية هذه المؤسسة في مقتل ، ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن جوائزها تمنح لغير مستحقيها وان في القضية “إن” .
يبدو ان هذه المؤسسة تعتمد استراتيجية تسويقية تهدف لإثارة الضجة وليس الاحتفاء الحقيقي بالتأثير الإيجابي. وزاد من تعقيد الصورة اختيار الفنانة ريم فكري لتسليم الجائزة .
وهو ما أعاد إلى السطح شائعات قديمة حول علاقة شخصية تجمعها بالمالكي، وهو ما فاقم الاتهامات باستغلال الجدل كأداة ترويجية حسب ما جاء في موقع ” فبراير بوان كوم ”
البعض صفق لتتويج المالكي باعتباره “ظاهرة فرضت نفسها”، بل واعتبروه مرآة تعكس ذوق جزء من الجمهور، وأن صعوده لا ينفصل عن تحوّلات السوق الرقمي الذي يكافئ الجدل والانتشار .
إلا أن المعارضين كثر ، وهم الاغلبية العظمى ورفضوا بشدة تتويجه ، بل واعتبروه “تكريسًا للرداءة وتجاهلًا للمحتوى الهادف”. ، واعتبروا تتويجه مسألة لا تبشر بالخير ، وأن هناك خطة في الطريق لهدم المجتمع .
تتويج المالكي إن دل على شيء فإنما يدل على انزياح في سلم القيم كما عبر عن ذلك الكثير من نشطاء المنصات الاجتماعية ، وقد أصبحت الإثارة والانفعال والجدل أكثر قدرة على حصد الجوائز من المحتوى الرصين والتعليمي وهو، ما بات يطرح إشكالًا حول الدور التوجيهي للمؤسسات الثقافية والتربوية …
وفي نفس السياق اعتبر الناشط الجمعوي فايسبوكي من خلال تدوينة على صفحته قائلاً: “كيفاش بلان أحسن مؤثر وشناهما المعايير؟ ياكما بغيتونا نبدلو المحتوى؟”، وهو التساؤل الذي حظي بتفاعل كبير بين المعلقين على تدوينته والذين رفضوا بشدة توجيه الجائزة للمالكي ، و عبّروا عن قلقهم من المعايير التي باتت تحكم عالم الجوائز الرقمية في المغرب.