أخبار العالم العربي

حوار خاص مع هناء سليم: مهرجان ظفار الشعري يعود بنسخته الثانية.. قصائد تُلامس السحاب “يا حي بكم” شعار يُجسد كرم الأرض العمانية وترحيبها بالضيوف

الدورة الثانية الأكبر والأكثر تميزًا بمشاركة شعراء من الخليج والوطن العربيتنوّع في الفعاليات: أمسيات، ورش، ولقاءات مفتوحة دعم للمواهب الشابة وتمكين للمرأة الشاعرة في منصات المهرجان

حوار: – الأحساء
زهير جمعة الغزال

بين الجبال المكسوة بالخُضرة، وضباب صلالة الندي، تعود القصيدة لتصدح من جديد في ربوع الجنوب العُماني، حيث يستعد عشاق الشعر الخليجي للقاء طال انتظاره.
مهرجان ظفار الشعري في نسخته الثانية، الذي ينطلق في يوليو 2025، يُعَدّ محطة ثقافية تجمع ما بين بهاء الطبيعة وسحر الكلمة في مدينة صلالة، حيث تتعانق السحب مع الجبال وتفوح رائحة الشعر من نسيم الخريف، يستعد عشّاق القصيدة النبطية والنبض الخليجي للقاء استثنائي مع مهرجان ظفار الشعري في نسخته الثانية.
عن هذا الحدث الثقافي الفريد، أجرينا هذا الحوار مع الأستاذة هناء سليم، رئيسة مهرجان ظفار الشعري، لتطلعنا على تفاصيل الدورة المرتقبة وما تحمله من مفاجآت.

ماذا تعني لكم محافظة ظفار كموقع لاستضافة هذا الحدث؟

صلالة ليست مكانًا عاديًا؛ إنها قصيدة بحد ذاتها. طقسها الاستثنائي، وبيئتها الساحرة، وروحها التراثية، كل ذلك يجعل منها الأرض المثالية لتحتضن مهرجانًا للشعر، وهنا لا يلتقي الجمهور بالشاعر فقط، بل يلتقي بالطبيعة، بالتاريخ، وبجماليات المكان.

بعد النجاح اللافت للدورة الأولى، كيف تختلف النسخة الثانية من مهرجان ظفار الشعري؟

بالفعل، الدورة الأولى كانت بمثابة الانطلاقة الأساسية، والآن ننتقل إلى مرحلة النضج والتوسع، النسخة الثانية ستكون الأضخم من حيث عدد المشاركين، وتنوّع الفعاليات، وعمق الرسالة الثقافية، نحن لا نقدم مجرد أمسيات شعرية، بل نُعيد صياغة العلاقة بين الشاعر والجمهور في قالب معاصر وراقي.

لماذا اخترتم شعار “يا حي بكم” لهذا العام؟

الشعار يحمل في طيّاته رسالة ترحيب ومحبة من ظفار إلى كل شاعر وضيف وزائر، هو تعبير عن كرم الأرض العُمانية واحتفائها بالضيف، ويعكس الجوهر الحقيقي للمهرجان بوصفه مناسبة للّقاء الثقافي والتواصل الإنساني.

ما هي أبرز ملامح الدورة الثانية من مهرجان ظفار الشعري؟

هذه الدورة الثانية من مهرجان ظفار الشعري ستنطلق بإذن الله في الفترة من 22 إلى 26 يوليو 2025، تحت شعار “يا حي بكم”، وهو شعار يعكس روح الترحيب والاحتفاء بضيوف المهرجان من مختلف أنحاء الخليج والوطن العربي، الفعاليات ستُقام في عدد من المواقع البارزة بمحافظة ظفار، مثل مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه، مكتبة دار الكتاب العامة، مسرح عودة الماضي، وموقع بلدية ظفار.

ما الهدف الأساسي من هذا المهرجان؟

المهرجان منصة ثقافية وأدبية تهدف إلى تعزيز الثقافة الشعرية، وتسليط الضوء على الشعر كأداة للوعي المجتمعي والحفاظ على الهوية الثقافية. كما نسعى لإبراز المواهب الشابة، وتوفير مساحة للتبادل الإبداعي بين الشعراء والإعلاميين في جو يكرّس روح الوحدة الخليجية والعربية.

كيف استعددتم لوجستيًا وإعلاميًا لهذا الحدث؟

بدأنا التحضيرات منذ وقت مبكر. هناك تنسيق مع مختلف الجهات في محافظة ظفار لتسهيل كل الجوانب التنظيمية، من الإقامة إلى النقل إلى التأمين. أما على المستوى الإعلامي، فهناك تغطية موسعة عبر القنوات التلفزيونية الخليجية، والإذاعات، والصحف، بالإضافة إلى حملة رقمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تهدف للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المهتمين.

ماذا عن المشاركين هذا العام؟

الدورة الثانية ستشهد حضور أسماء لامعة من الشعراء الخليجيين والعرب، بينهم نجوم لهم جمهورهم الواسع، إضافة إلى شعراء شباب مميزين نؤمن بإمكاناتهم.
وفي حفل الافتتاح سوف يقدم هذه الأمسية، الإعلامي الكويتى خالد الموبهان، بالإضافة إلى الشاعر يوسف الكمالى من سلطنة عمان، ومنشد الأمسية، مرشد الكثيرى من سلطنة عمان، والشاعر أصيل المسهلى من سلطنة عمان، والشاعرة نشيرة الجابرية من الإمارات العربية المتحدة، بجانب مشاركة الشاعر فيصل الفارسي من سلطنة عمان، كما تشارك عازفة الكمان الأولي، طاهرة جمال.
وفي الأمسية الشعرية الثانية ثاني يوم، سوف تكون بمشاركة الإعلامي العمانى، عامر المهري، والشاعرة الإعلامية أصيلة السهيلية، من سلطنة عمان، والشاعر مصبح الكعبى، من دولة الإمارات العربية المتحدة، والشاعر خليفة الشبلى، من سلطنة عمان، كما يشارك الشاعر الإعلامى خالد المحسن، من دولة الكويت، وينشد الأمسية شبل الدواسر من المملكة العربية السعودية.
أما في الأمسية الشعرية الثالثة والتى ستكون في 24 يوليو 2025، بمشاركة كوكبة من الشعراء والإعلاميين، وسوف يقدم الأمسية، الشاعر فيصل السنانى، ويشارك أيضا الشاعر كامل البطحري من سلطنة عمان، والشاعرة الدكتورة هنادي الجودر من مملكة البحرين، والشاعر فارس جوبهد من دولة الكويت، والشاعر سعيد الشحرى من سلطنة عمان، ومنشد الأمسية سعيد المهري من سلطنة عمان.
وفي الأمسية الشعرية الرابعة سوف يشارك فيها كوكبة من ألمح النجوم، حيث يقدم الأمسية الكاتب ماجد المرهون، وبمشاركة الشاعر طارش قطن من سلطنة عمان، والشاعر زياد المسهلى من سلطنة عمان، والشاعرة رحاب السعدية، من سلطنة عمان، والشاعر مانع بن شلحاط من المملكة العربية السعودية.
وفي الأمسية الختامية التى توافق يوم 26 يوليو 2025، ومن المقرر أن يقدمها الإعلامى الدكتور الشاعر مسلم بن محسن المسهلى، والشاعر والإعلامى راشد القناص من المملكة العربية السعودية، والشاعر عبد الله الرواس من سلطنة عمان، والشاعر عبدالحميد الدوحانى من سلطنة عمان.
وسوف تشهد الدورة الثانية مشاركة نخبة من كبار الشاعرات من دول الخليج، إلى جانب مجموعة من الإعلاميين المخضرمين الذين سيواكبون الحدث بتغطيات تلفزيونية وإذاعية وصحفية موسعة.
كما أعددنا حملة إعلامية ضخمة تشمل وسائل الإعلام التقليدية والمنصات الرقمية لضمان وصول صوت المهرجان إلى كل محبٍ للشعر في الوطن العربي.

هل هناك مساحة مخصصة للمواهب الشابة أو للمرأة الشاعرة؟

نعم، هذا من صميم رؤيتنا. نُخصص أمسيات وفعاليات تبرز الشعر النسائي، ونتيح الفرصة أمام الشعراء الشباب للظهور بجانب الأسماء الكبيرة، كي يكتسبوا الخبرة ويشعروا بأهمية صوتهم. نؤمن بأن الشعر لا يعرف عُمرًا ولا جنسًا، بل يعرف الصدق والإبداع.

 

ماذا تقدمون للجمهور من فعاليات خلال أيام المهرجان؟

نقدم مجموعة غنية من الأمسيات الشعرية، والورش الفنية، واللقاءات المباشرة مع الشعراء والمنشدين، مما يجعل المهرجان مساحة مثالية للحوار والتفاعل وتبادل الأفكار. هدفنا أن يعيش الجمهور تجربة ثقافية فريدة تنعش الذاكرة الشعرية وتعيد وهج الأمسيات الأصيلة.

لماذا اخترتم صلالة مكانًا دائمًا للمهرجان؟

صلالة ليست فقط عروس الجنوب العُماني بطبيعتها الخلابة، بل هي مدينة تنبض بالشعر والثقافة. هذا المكان الفريد يمنح المهرجان روحًا خاصة، ويحوّله من حدث ثقافي إلى تجربة وجدانية تلامس الأعماق.

هل يقتصر المهرجان على الأمسيات الشعرية فقط؟

بالطبع لا، نحن نعمل على تقديم تجربة ثقافية متكاملة، تشمل ورش عمل في مجالات الكتابة الشعرية، الإلقاء، الأداء المنبري، وحوارات تفاعلية مفتوحة مع الشعراء، الهدف هو إشراك الجمهور في العملية الثقافية، وليس فقط تقديم العروض أمامه.

برأيك، ما الدور الذي يمكن أن يلعبه مهرجان مثل ظفار الشعري في المجتمع؟

الشعر ليس مجرد فن جميل، بل هو أداة قوية لبناء الوعي والحفاظ على الهوية. المهرجان يعكس صورة حضارية عن سلطنة عمان، ويعزز الانتماء الثقافي الخليجي، ويمنح الناس فرصة للتعبير والتواصل من خلال الكلمة العذبة والصادقة.

ما هي رسالتكم للجمهور؟

أدعو الجميع إلى حضور فعاليات مهرجان ظفار الشعري والمشاركة في هذه التظاهرة الأدبية الاستثنائية. كل دورة من دورات المهرجان تحمل بصمة جديدة، ونعد جمهورنا هذا العام بتجربة لا تُنسى، مليئة بالشعر، والدهشة، والإبداع.

أخيرًا، ما الذي تودين قوله لعشاق الشعر

أقول لهم، موعدنا في صلالة، حيث تتفتح القصائد كما تتفتح الزهور. نعدكم بمهرجان استثنائي مليء بالشعر، والمحبة، والإبداع. هذه ليست مجرد دعوة لحضور أمسية، بل لحضور لحظة إنسانية وثقافية نادرة “يا حي بكم” بكل ما تحمله الكلمة من دفء وصدق.
وفي الختام، مهرجان ظفار الشعري ليس مجرد حدث على قائم علي الفعاليات، بل هو موعد مع الذات، مع الذاكرة، مع الجمال. فحين يلتقي الشعر بالطبيعة، والإبداع بالتقاليد، يولد مهرجان كظفار، يشبه السحاب حين يعانق الجبل، ويشبه القصيدة حين تُكتب من القلب، وفي زمنٍ باتت فيه الكلمة تبحث عن منبر نقي، يأتي مهرجان ظفار الشعري ليُعيد للشعر ألقه، ويجمع الأرواح على نبض القصيدة. موعدنا في صلالة، حيث الحرف يثمر عشقًا، وحيث تُنسج الليالي قصائد وأحلام.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى