حفيد أخناتون د/ مينا يوحنا وحقوق الإنسان: جسر بين الماضي والحاضر
د. آمال طرزان كاتبة نسوية في العديد من الصحف والمجلات
في قلب تل العمارنة، حيث حضارتنا المصرية القديمة تتنفس عبر أروقة الزمن، تلك المدينة التي تروي تاريخ حضارتنا العريقة. أخذت استنشق نسمات الشروق برائحة تحمل عبق تاريخنا المصري عندما تجلى أمام عينيّ تمثال الملك اخناتون، وكأنه يدعوني إلى الدخول في عالمه.
فجأة، ظهر الملك أخناتون أمامي واقفا مرتديا ملابسه الفرعونية ووجهه مبتسمٌ، وكأن الزمن يعيدني إلى عصر أجدادي. قائلًا لي: “ما الذي جاء بك إلينا اليوم، يا درة الشرق؟”
مع سحر هذه اللحظة، أجبته أنني سموكم غارقة في بحور حضارتنا المصرية التي كانت ولا تزال مهداً للحضارات والأديان ….. ومع تعالي الأصوات الداعية لحقوق الانسان أخذت انقب عن جذور الفكرة في قلب حضارتنا المصرية القديمة.”
تبتسم فخامة الملك ، ووجهه ينضح بحكمة أجدادي قائلا : “لقد اختصرنا في حضارتنا مفهوم حقوق الإنسان بكلمة ‘ماعت’، التي تعكس العدالة والصدق والحق. لقد منحت حضارتنا الإنسان حقه في الحياة، وفي التعليم، وعززنا مبدأ المساواة. وعندما حكمت يا ابنة الشرق، قمت بثورة فكرية، حيث جسدت معايير حقوق الإنسان في عصري، عندما دعوت إلى السلام والتسامح، مبشرًا بنبذ الحروب، وموحدًا بين الناس في حقوقهم.
واثناء حديثنا، بدأت الشمس تلوح بالأفق، تتزين بألوان الغروب المبهرة، ليظهر القمر وكأن الزمن نفسه يتراقص على أنغام الأمل والعظمة مع كلمات الملك “اخناتون” . وإذا بي أقف بين الماضي والحاضر، يبشرني قلبي بقدوم مستقبل مشرق يحمل في طياته آمالا جديدة ، عندما ظهر أمامي في القرن الحادي والعشرين حفيد الملك “أخناتون” الدكتور مينا يوحنا، هذا الرجل الذي آمن بفكرة حقوق الإنسان، و سعى لتأسيس “منظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان”. لذا كان علىّ أن أطرق باب حفيد الملك اخناتون الدكتور “مينا يوحنا” لأتعرف به .
-من الدكتور مينا يوحنا؟
من موالد سوهاج مركز المنشاة سنة 1978 في الصف الرابع الابتدائي انتقلت إلى الإسكندرية. منذ الصغر والجميع يشيد بتميزي وتفوقي الدراسي ولقد كان لدي اهتمام بالزراعة والرسم . أما عن التعليم الجامعي ، فقد تخرجت في قسم البرمجة في كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية. درست الإعلام السياسي من عام 2014 حتى عام 2017 . وحصلت على الدكتواره في الإعلام السياسي . بالنسبة لحياتي العملية بعد التخرج، شغلت منصب نائب رئيس مجلس إدارة إحدى الصحف المعروفة في الإسكندرية، حيث بدأت بالتواصل مع العديد من الجهات المتخصصة وحضور المهرجانات الأدبية والفنية والثقافية.
س- كيف بدأت مولد فكرة منظمة الضمير العالمي لحقوق؟
في البداية، أود أن أشير إلى دور الوالدين الحيوي في غرس قيم التعاون والمساعدة والدعم منذ الصغر. فقد كان والدي ووالدتي مثالًا يُحتذى به في تقديم العون للجميع، مما ساهم في ترسيخ فكرة حب الخير في نفسي.. إن هذا السلوك الإيجابي لم يكن مجرد مثال، بل كان دافعًا وسببا قويًا لي للإقدام على مجال حقوق الإنسان. فبدأت رحلتي عندما انضممت إلى المجلس القومي لحقوق الإنسان الدولي. حيث تعرفت على شخصيات دبلوماسية مهمة، من بينهم سفير مصر في أستراليا، الذي شجعني على أن أكون أكثر من مجرد عضو وطلب مني تأسيس منظمة حقوقية.
وبالفعل، سافرت بدعوة من السفير لتأسيس المنظمة، حيث اطلعت على بنود ولوائح النظام. ، وقد تم تأسيس المنظمة في أواخر عام 2008، وأُعتمدت رسميا في أبريل 2010. والآن نحن نستعد للاحتفال بالذكري السادسة عشرة لتأسيس المنظمة.
س- ما الأهداف التي دعت إليها منظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان؟
الهدف الأساسي للمنظمة هو تعزيز قيمة الإنسان من خلال ما يقدمه للآخرين، وليس من خلال ما يستفيده منهم. فكل ما نساهم به للناس يحمل معنى أخلاقياً وقيمياً يعود علينا بالفائدة.
س-ما أبرز العقبات التي واجهتموها خلال مراحل تأسيس المنظمة، وكيف تمكنتم من التغلب عليها؟
كان من أبرزها عامل السن، حيث كنت في مرحلة مبكرة من حياتي، إضافة إلى الشائعات والأحاديث التي دارت حول أهدافي من تأسيس المنظمة. وفي عام 2010 م ، كمنظمة دولية، فقد بدأت الشائعات تحاصرني حيث اعتبروا أن مثل هذه المنظمات تسعى لتنفذ أجندات خارجية بدعم أجنبي، مما كان له أثر سلبيٌ على سمعة المؤسسة.
كيف تمكنت من نشر عمل المنظمة؟ وما أهم الأنشطة والمؤتمرات التي اعدتها المنظمة؟
بدأت أتأمل في فتح فروع دولية للمنظمة، ونجحت فعلًا في تدشين عدة فروع في شرم الشيخ. ثم تم افتتاح خمسة فروع في دول: الكويت، ألمانيا، تونس، المغرب، وهولندا. مع اتساع الفروع وانتشار المنظمة واعتمادها دولياً، أحدثت تأثيرات إيجابية داخل مصر. حيث تم افتتاح أكثر من فرع للمنظمة داخل مصر.
ولقد بدأنا في عديد من الأنشطة والمؤتمرات الداخلية والخارجية بشكلٍ ملحوظ، حيث تم:
تنظيم 57 مؤتمراً دولياً.
توفير ما يزيد عن 138 ألف فرصة عمل.
إغاثة وفك كرب أكثر من 12 ألف غارم وغارمة.
إقامة 88 ألف مشروع متناهي الصغير للمطلقات والأرامل والأسر المعيلة.
تنظيم آلاف الدورات التدريبية المجانية للشباب لتأهيلهم لسوق العمل.
عقد العديد من الندوات العلمية لمناقشة قضايا اجتماعية وثقافية ووطنية ودولية.
إقامة العديد من المعارض الفنية المتنوعة على سبيل المثال (فن تشكيلي، مشغولات يدوية) لدعم المواهب والأسر المنتجة.
ما الدور الذي قامت به المنظمة في تعزيز وتمكين المرأة؟
نظمت المنظمة أكثر من أربعة مؤتمرات دولية تحت عنوان “صانعة القرار”، بمشاركة جميع الجهات الدولية المعنية بشؤون المرأة. وقد تناولت هذه المؤتمرات أهمية مشاركة المرأة في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية.وأكدت على دورها الحيوي والمؤثر في هذه المجالات. لا يمكن إنكار الأثرالإيجابي للمرأة ومساهمتها الفعالة في أنشطة منظمة (الضمير العالمي لحقوق الإنسان)، سواء داخل مصر أو خارجها. فالمكانة المرموقة التي تحتلها المرأة تعكس تميزها وإبداعها في كل مجال تشارك فيه، فالمرأة هى رائدة التغيير الإيجابي داخل المجتمعات.
ما التوجيهات والنصائح التي يقدمها دكتور مينا للشباب لتحقيق النجاح؟
لكل شاب يسعى لتحقيق النجاح،يجب أن يتحلى بالصبر ويؤمن بأن كل إنسان مُقدّرله ما سيحصل عليه. لذا من الضروري عدم التعجل في الوصول إلى الأهداف. مع الالتزام بالعمل الجاد فهو مفتاح النجاح، بالإضافة إلى تجاهل الآراء الهدامة والسلبية من المحيطين.
وتذكر أن الانتقادات التي توجه إليك هى في الواقع إشارة على أنك تسير في المسار الصحيح. وتذكر أن النجاح رحلة تتطلب الإصرار والعزيمة.