حسين فهمي واجهة مشرفة لقوة مصر الناعمة في مهرجان القاهرة السينمائي

كتبت /آيه رضا
على مدار التاريخ، كان الفن المصري أحد أهم الركائز التي أسهمت في ترسيخ مكانة مصر كقوة ناعمة مؤثرة على الساحة الإقليمية والدولية. فقد استطاع الفنان المصري بمواهبه الاستثنائية وثقافته العميقة أن يكون سفيرًا لبلده، حاملًا معها رسائل السلام والجمال. وفي هذا الإطار، يُعد وجود فنان بحجم حسين فهمي على رأس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي امتدادًا لهذه القوة الناعمة، التي تجمع بين التاريخ العريق والحاضر المتجدد.
عُرف الفن المصري بتأثيره الكبير على وجدان الشعوب، بدايةً من العصر الذهبي للسينما المصرية، الذي أنتج أعمالًا خالدة ما زالت تشكل جزءًا من التراث الثقافي العربي، وصولًا إلى الحاضر حيث تسعى السينما المصرية لمواكبة التطورات العالمية مع الحفاظ على هويتها المميزة. وفي خضم هذه المسيرة، يُبرز مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كأحد أهم المنصات التي تروج للإبداع المصري والعالمي، وتدعم الحوار الثقافي بين الأمم.
حسين فهمي، الذي يتمتع بتاريخ طويل من الإبداع الفني والثقافة الواسعة، جاء اختياره لرئاسة المهرجان ليؤكد على وعي القائمين عليه بأهمية تقديم صورة مشرفة عن مصر، تعكس الذكاء والرقي. حسين فهمي ليس فقط نجمًا لمع في سماء السينما المصرية، بل هو رمز للتجديد والاحترافية، يمتلك رؤية متعمقة عن دور السينما في تعزيز التفاهم الثقافي وبناء الجسور بين الشعوب.
في دورته الأخيرة، أظهر مهرجان القاهرة تحت قيادة حسين فهمي حرصًا على تطوير المهرجان من خلال استقطاب أبرز الأفلام العالمية، ودعم صناع السينما الشباب، وفتح أبواب جديدة للنقاش حول قضايا معاصرة تخص السينما والمجتمع. وقد استطاع فهمي بخبرته وشخصيته القيادية أن يخلق توازنًا بين الاحتفاء بالماضي وفتح آفاق جديدة للمستقبل.
إن وجود شخصية مثقفة وواعية مثل حسين فهمي على رأس مهرجان القاهرة السينمائي يبعث برسالة قوية للعالم مفادها أن مصر ما زالت تحتضن الفن والإبداع كأداة للتواصل والتغيير. إن هذه الاستمرارية في دعم القوة الناعمة المصرية تثبت أن الفن سيظل دائمًا منارة تعبر عن الروح المصرية الحية، التي لا تعرف الانطفاء.