الأخبار

“ترسين السودانية” تشهد وصول منظمات دولية لتقديم الإغاثة بعد كارثة الانزلاق الأرضي في جبل مرة

علاء حمدي
في صباح الجمعة 5 سبتمبر 2025، وصلت خمس منظمات دولية إلى قرية ترسين بمنطقة جبل مرة، عقب كارثة انزلاق أرضي مدمّر أودى بحياة العشرات وخلف مفقودين وأضرارًا جسيمة في الممتلكات والثروة الحيوانية، وفقًا لتقارير ميدانية. وجاءت الزيارة ضمن جهود إنسانية لتقييم الأوضاع، والمشاركة في عمليات البحث عن الضحايا تحت الأنقاض، إضافة إلى تقديم مساعدات عاجلة للمتضررين.
وأوضح محمد عبد الرحمن الناير، المتحدث باسم حركة جيش تحرير السودان، أن فرق الإغاثة واجهت صعوبات كبيرة في الوصول إلى ترسين بسبب سوء الأحوال الجوية، والأمطار الغزيرة، والطرق غير الممهدة، مما أدى إلى تأخر وصول المساعدات. وقدمت المنظمات مساعدات أولية شملت مشمعات ومواد إيواء للنازحين الفارين من القرى المجاورة خوفًا من تكرار الكارثة.
وضمت الوفود الإنسانية منظمة رعاية الأطفال البريطانية، ومنظمة الإغاثة العالمية، والمجلس الدنماركي للاجئين، ومنظمة التضامن الفرنسية، إلى جانب الفيالق الطبية الأميركية. ووفقًا لتصريحات سابقة للناير، تمكنت فرق محلية من انتشال نحو 100 جثة من تحت الأنقاض عقب الانهيار الذي سبّبته الأمطار الغزيرة.
تقع ترسين تحت سيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، وتدار المنطقة من قبل السلطة المدنية في الأراضي المحررة برئاسة مجيب الرحمن الزبير، في ظل غياب مؤسسات الدولة الرسمية. وأكد الناير أن الحركة تلقت اتصالات من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنظمة الإيقاد، أعربت فيها عن استعدادها لتقديم الدعم الإنساني للمتضررين.
وفي بيان صادر عن المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، تم الإعلان عن وصول فريق طوارئ تابع لمنظمة رعاية الطفولة بعد رحلة استغرقت ثماني ساعات على ظهور الحمير. نشر الفريق عيادات متنقلة لتقديم الخدمات الطبية العاجلة، وزّع مستلزمات وقائية ومياه شرب، وبدأت الوكالات الإنسانية تقييمًا شاملًا للاحتياجات، بينما يستعد شركاء الأمم المتحدة لإرسال المزيد من الإمدادات.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة السودانية أن الحادث أسفر عن وفاة شخصين فقط وفق إحصاءاتها الرسمية، بالإضافة إلى خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية وتدمير نحو 500 شجرة برتقال.
أما هيئة الأرصاد الجوية فأوضحت أن الانزلاق الأرضي الذي وقع في 28 أغسطس لم يكن عشوائيًا، بل جاء نتيجة تغيرات مناخية حادة. وبينت أن تحليل بيانات الأقمار الصناعية أظهر ثلاثة أسباب رئيسية: هطول أمطار استثنائية تجاوزت نصف معدلات أقوى العواصف، وتشبع التربة بالمياه بعد موسم مطير، وتمركز الأمطار الكثيفة فوق جبل مرة.
وأكدت الهيئة أن الكارثة مؤشر خطير على التحولات المناخية في المنطقة، مشددة على أهمية تطوير أنظمة الإنذار المبكر، وربطها بالدفاع المدني والمجتمعات المحلية، وإعداد خرائط دقيقة لمخاطر الانهيارات والفيضانات، لتحويل البيانات المناخية إلى إجراءات عملية للحد من الأضرار مستقبلًا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى