ترامب وقمة شرم الشيخ: هل السلام ممكن أخيرًا في الشرق الأوسط؟

في تصريح لافت، قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب:
“السلام في الشرق، قالوا إنه لن يحدث، وها هو يحدث ويُحقق.”
هذه العبارة ليست مجرد تعليق سياسي عابر، بل رسالة مركبة تحمل أبعادًا عدة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
1. البُعد الشخصي والسياسي
تصوير نفسه كصانع للسلام يعكس رغبة ترامب في وضع إنجازاته الدبلوماسية – خصوصًا اتفاقات أبراهام – في إطار تاريخي. النبرة التي اختارها تحمل رسالة مزدوجة: للأمريكيين، مفادها أنه قادر على إعادة الهيبة والنفوذ الأمريكي؛ وللشركاء الإقليميين، مفادها أن الولايات المتحدة تحت قيادته يمكن أن تكون شريكًا قويًا وموثوقًا.
2. البُعد الدبلوماسي الإقليمي
يأتي تصريح ترامب في توقيت حساس مع انعقاد قمة شرم الشيخ للسلام، التي تسعى مصر من خلالها إلى جمع الدول العربية والغربية على طاولة واحدة لبحث حلول عملية للصراعات، خصوصًا في غزة. يشير حديثه إلى نجاح السياسات السابقة في تقليص التوتر بين إسرائيل وجيرانها، وربطها بآليات التهدئة الحالية، ما يعكس رؤية لإعادة تشكيل العلاقات الإقليمية على أساس المصالح المشتركة بدل النزاعات التاريخية.
3. البُعد الرمزي والتحفيزي
استخدام عبارة “السلام يحدث” يحمل رسالة أمل قوية. فهي تؤكد أن التغيير ممكن، حتى في مناطق طالها الصراع طويل الأمد، وأن الإرادة السياسية والحكمة يمكن أن تصنع فروقًا ملموسة للشعوب. بهذا، يتحول التصريح من كونه مجرد كلام سياسي إلى عنصر محفز للتعاون الإقليمي والالتزام بخطط السلام.
4. البُعد الإعلامي والشعبي
العبارة المختصرة والقوية سهلة التداول في وسائل الإعلام ومنصات التواصل، ما يعزز صورة ترامب كفاعل مركزي في ملف السلام، ويعيد تسليط الضوء على دوره في الأحداث الإقليمية دون الدخول في التفاصيل الخلافية. وهي في الوقت نفسه رسالة للأطراف المعنية بأن الانخراط في مسار السلام يعود بالنفع على الجميع.
تصريح ترامب عن “السلام الذي يحدث رغم من قالوا إنه لن يحدث” ليس مجرد شعار سياسي، بل يعكس مجموعة رسائل استراتيجية: شخصية، دبلوماسية، رمزية وإعلامية. ومع انعقاد قمة شرم الشيخ، يبدو أن هذه الرسائل تتلاقى مع جهود دولية حقيقية لإيجاد حلول عملية للصراعات في الشرق الأوسط. إذا نجحت القمة، فقد تكون لحظة تاريخية تتحول فيها شعارات السلام إلى واقع ملموس لأجيال المنطقة القادمة.