ترامب وبوتين يقلبان الموازين: محادثات عاجلة

في خطوة مفاجئة قد تعيد رسم خريطة الصراع في أوكرانيا، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، عن اتفاقه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على إطلاق محادثات فورية لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، الإعلان، الذي جاء عقب اتصال هاتفي مطول بين الزعيمين، تضمن إشارة إلى لقاء مرتقب بينهما قد يُعقد في السعودية.
وخلال حديث مع الصحافيين في البيت الأبيض، أوضح ترامب أن وقف إطلاق النار في أوكرانيا قد يكون قريبًا، لكنه أكد في الوقت ذاته أن انضمام كييف إلى حلف الناتو “غير عملي”، مشيرًا إلى ضرورة إجراء انتخابات جديدة في البلاد، رغم القيود المفروضة بسبب الأحكام العرفية منذ عام 2022.
اتصال مطول واتفاقات مثيرة للجدل
ترامب، الذي وصف مكالمته مع بوتين عبر منصته “تروث سوشال” بأنها “طويلة ومثمرة”، أكد أن الجانبين اتفقا على ضرورة وقف الحرب التي أسفرت عن سقوط ملايين الضحايا، وفقًا لأرقامه غير المؤكدة، كما أشاد بالرئيس الروسي، مشيرًا إلى استخدام بوتين شعار حملته الانتخابية “الحسّ السليم”.
كما أكد الكرملين أن بوتين شدد خلال الاتصال، الذي استمر 90 دقيقة، على أهمية معالجة الأسباب الجذرية للصراع، مع التأكيد على إمكانية التوصل إلى حل طويل الأمد عبر المفاوضات. كما تم الاتفاق على تبادل الزيارات بين الرئيسين في المستقبل.
مكالمة مع زيلينسكي وردود فعل أوروبية متوجسة
عقب الاتصال مع بوتين، تواصل ترامب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مؤكدًا أن الأخير أبدى استعداده للعمل من أجل السلام، ووفقًا لترامب، فإن زيلينسكي سيلتقي مسؤولين أميركيين في مؤتمر ميونيخ للأمن، ما يفتح الباب أمام تطورات جديدة في الملف الأوكراني.
ولكن رغم التحركات الأميركية-الروسية، أبدت العواصم الأوروبية قلقها من أي اتفاق قد يُفرض على كييف دون مشاركتها الكاملة، فقد شدد وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإسبانيا على أن مستقبل أوكرانيا لا يمكن تقريره دون موافقتها، مؤكدين أن أي حل يجب أن يكون “عادلاً ومستدامًا”.
صفقة تبادل أسرى وتغير في نبرة واشنطن
التقارب الأميركي-الروسي جاء بعد يوم من عملية تبادل أسرى تضمنت إطلاق روسيا لسجين أميركي، مقابل إفراج واشنطن عن خبير معلوماتية روسي، وهو تطور وصفه مسؤولون في البيت الأبيض بأنه “بداية محتملة” لحوار أوسع بين البلدين حول إنهاء الحرب.
كما قدم وزير الدفاع الأميركي رؤية تتماشى مع توجهات ترامب، معتبرًا أن استعادة أوكرانيا لكامل أراضيها، بما في ذلك القرم، “هدف غير واقعي”، كما استبعد احتمالية انضمام كييف إلى الناتو في المدى القريب.
مستقبل الصراع.. إلى أين؟
مع التحركات الدبلوماسية المفاجئة، يبدو أن الأشهر المقبلة قد تشهد تغيرات جذرية في الملف الأوكراني، خاصة مع تصاعد الحديث عن تسويات محتملة بين موسكو وواشنطن، ولكن يبقى السؤال: هل ستكون هذه الجهود بداية حقيقية لإنهاء الحرب، أم مجرد مناورات سياسية في عام انتخابي أميركي؟
بقلم: أماني يحيي