ترامب إلى الوراء دُر…!

بتاريخ ٢٠ يناير ٢٠٢٥، تولى المنتخب دونالد ترامب رئاسة الإدارة الأميركية، وبدأ خطواته الأولى بقرارات تعلن الهيمنة على العالم، وضم دول للولايات المتحدة، وفي مقدمتها دولة كندا المجاورة واعتبارها الولاية ٥١ ومقاطعة غرينلاند وخليج المكسيك وقناة بنما، حتى وصل به الأمر إلى ضم الفضاء، حيث نال المريخ بركته. كما فرض رسوماً وضرائب على العالم القريب والبعيد والصديق، حتى كانت الأنظمة العربية بالجملة والمفرق، واستثنى جزر القمر وموريتانيا والصومال التي تعاني الأمرّين بسبب السياسة الأميركية، لا شفقة ولا رحمة، بل لا اقتصاد ولا تصدير ولا استيراد…..!
وأما الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية فأقرب جغرافياً وسياسياً، في حين بلغت الرسوم والضرائب في الصين وروسيا سقف ١٤٥%…!
لكن معظم الدول والأنظمة سارعت إلى فرض رسوم وضرائب مماثلة على قاعدة العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم…!
وفي ظل هذه المواجهة ورفض الخضوع، تراجع إمبراطور العالم محدود المدة بأربع سنوات، إذ تنتهي صلاحيته في ١٩ يناير ٢٠٢٩، وأخذ ينزل عن الشجرة ويمنح العالم ٩٠ يوماً للتفاهم وتجميد كل القرارات. واللافت والأبرز هو التهديد بغزو إيران وتغيير النظام، وفجأة يعلن عن مفاوضات مباشرة بين واشنطن وطهران في مسقط عاصمة عمان يوم السبت في ١٢/٤/٢٠٢٥، وأكدت عليه طهران وأوضحت بأنه غير مباشر، وبالفعل حصل اللقاء وصرح كل منهما بعد الانتهاء بأن المباحثات جيدة ومشجعة وحددا موعداً في ١٩/٤/٢٠٢٥. وتجاهل ضم كندا وخليج المكسيك ومقاطعة غرينلاند وقناة بنما…!
ينهض مما تقدم، أن دونالد ترامب رجل الأعمال بالغ في أحلامه، واعتبر أن العالم سيخضع لقراراته ويتوج نفسه رئيساً استثنائياً والرقم واحد في الإدارة الأميركية وليس الرقم سبعة وأربعين، وإذ بالعالم يبدد أحلامه ويجمع الأضداد في مواجهة أميركا ويؤشر إلى تشكل عالم جديد…!
وعليه تطرح تساؤلات عديدة منها:
١- لماذا سارع ترامب إلى فرض رسوم عالية؟
٢- لماذا تراجع عن ضم كندا وغيرها؟
٣- لماذا أعلن عن رغبته بزيارة طهران ومصافحة السيد القائد الولي الفقيه؟
٤- هل فعلاً تراجع أم يناور أم أنه يخشى من مواجهة دولية ضد أميركا؟
د. نزيه منصور