تداعيات اعتقال عصام بويضاني.. توترات بين “جيش الإسلام” وحكومة الجولاني

بقلم كريم راضي
بناء على معطيات حصلت عليها جماعة “جيش الإسلام”، تبين أن اعتقال قائد الجماعة عصام بويضاني في مطار دبي لم يكن نتيجة لمذكرة توقيف دولية صادرة عن الإنتربول أو السلطات القضائية الفرنسية، إنما بناء على طلب جهاز المخابرات السري التابع لحكومة الجولاني إلى الأجهزة الإماراتية المختصة.
فهل كانت زيارة بويضاني الأخيره إلى الامارات تحمل مؤامرة خفية وراء هذه الضيافة؟
وما الذي دفع الإمارات إلى اتخاذ قرار مفاجئ باعتقاله؟
وهل هناك أطراف إقليمية أو دولية وراء هذا التحول المفاجئ في الموقف الإماراتي؟
عملية الاعتقال هذه تثير العديد من التساؤلات حول الخلفيات والأهداف والغايات، إذ يرى البعض أنّ حكومة الجولاني تسعى لتصفية الحسابات مع المجموعات المسلحة المعارضة لها، وبالتالي تعمل على حلّها.
ووفقا للتقارير التي وردت، أصدر مسؤولون أمريكيون تعليمات بعدم السماح لأي جماعة مسلحة أجنبية بالعمل في سوريا، وذلك في خطوة تهدف إلى رفع العقوبات المفروضة على أحمد الشرع(الجولاني)، في الوقت الذي تسعى حكومة الأخير إلى تجنب أي تصعيد أمني أو عسكري مع جماعة “جيش الإسلام”، والتي تُعد واحدة من أكبر الفصائل المعارضة.
حيث يتعامل جهاز المخابرات ووزارة الدفاع التابعة لحكومة الجولاني مع “جيش الإسلام” بحذر شديد، على اعتبار أنّ تصاعد التوتر أو الصراع بين الطرفين، قد يؤدي إلى اختلال في الأمن وانتشار الفوضى داخل العاصمة السورية دمشق.
هنا تجدر الإشارة إلى أنّ حكومة الجولاني تعمل على تفكيك الفصائل المسلحة التي تسيطر على بعض المناطق خارج سيطرة دمشق، وذلك عبر استهداف قادة هذه الجماعات بطريقة تدريجية.
وكانت حكومة الجولاني في وقت سابق قد اتهمت أحمد العودة، قائد اللواء الثامن في درعا، بالتورط في مقتل أحد مسؤولي الأمن في المحافظة، وأجبرته على حل اللواء.
والآن؛ ومن خلال تنفيذ خطة اعتقال عصام بويضاني في دبي، يبدو أن حكومة الجولاني تسعى إلى ضرب جماعة “جيش الإسلام” وإضعاف وجودها في دمشق، في إطار عمليات تصفية المجموعات المسلحة المعارضة لها.
فهل سيكون لهذا الاعتقال تبعات سياسية على علاقات الإمارات مع قوى اخرى في سوريا؟
وما هي ردود الفعل المحتملة من قبل الفصائل الأخرى في سوريا؟
هل يمكن أن يكون هذا الاعتقال جزءًا من خطة أكبر للضغط على الفصائل المسلحة في سوريا؟