أخبار العالم العربي

تحت رعاية سمو ولي العهد.. الدول المؤسسة توقّع على ميثاق المنظمة العالمية للميــاه وتُدشــّـن أعمالها من الرياض بمشاركــــة دوليــــة واسعـــــــة

زهير بن جمعه الغزال

تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء- حفظه الله-، وبحضور صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية، ومشاركة محلية ودولية واسعة، أقيم اليوم في الرياض، الحفل الدولي لتوقيع ميثاق انضمام الدول للمنظمة العالمية للمياه، وتدشين أعمال المنظمة من مقرها في الرياض.
وفي بداية الحفل، نقل سمو وزير الخارجية ترحيب وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله- بضيوف المملكة من الدول والمنظمات المشاركة في حفل التوقيع، منوهًا بأهمية المنظمة العالمية للمياه في حل قضايا المياه على مستوى العالم بشكلٍ شمولي، وضرورة العمل الجماعي لدعم وتحقيق الأهداف المشتركة، مؤكدًا أن المملكة العربية السعودية ستعمل باستمرار مع الشركاء من أجل تحقيق المستهدفات التي وضعتها المنظمة من خلال دعمها ماليًا ولوجستيًا لمدة خمس سنوات مقبلة.

 

 

 

وأكد سموه في كلمته خلال الحفل، أن إطلاق المنظمة العالمية للمياه يأتي تأكيدًا على التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز المبادرات الدولية، ومواجهة التحديات العالمية بشراكـات قائمة على التعاون المتبادل بين الدول والحكومات، مبينًا أن المملكة تتطلع لأن تكون المنظمة منصةً دولية جامعة، تدفع بالحلول المستدامة،وتدعم الدول النامية في تطوير قدراتهاالمائية

 

.

 

 

وأشار سموه، إلى أن المملكة وانطلاقًا من التزامها بتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، جعلت من إدارة الموارد المائية أولوية وطنية، تتبنى نهجًا متكاملًا في تعزيز الشراكات العالمية، والمساهمة الفعّالة في القضايا الدولية؛ للمساهمة في استقرار وتنمية المجتمعات، داعيًا جميع دول العالم، ومؤسسات القطاع الخاص، للانضمام إلى المنظمة، لتكون منصةً عملية وشاملة لمعالجة تحديات المياه، وإيجاد الحلول المبتكرة والمستدامة لقطاع المياه على مستوى العالم.
من جانبه، أكد معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، أن توقيع ميثاق المنظمة العالمية للمياه، وتدشين أعمالها من الرياض، يعزز المسؤولية الدولية المشتركة للحفاظ على الموارد المائية، مضيفًا أن أهمية المنظمة تأتي لكون المياه تُعد مصدرًا للتنمية الاقتصادية، والاجتماعية، وتحقيق الاستقرار على مستوى العالم، وليست مجرد موردٍ فقط.

وأوضح المهندس الفضلي، أن المنظمة العالمية للمياه، لا تُعد مجرد منصة تجمع الدول؛ بل عقلٌ عالمي مشترك، يعمل على تطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات، لمعالجة تحديات المياه بشكلٍ شمولي، ودعم الحلول التقنية والبحث العلمي، وتيسير التمويل لتعزيز الشفافية في إدارة المياه، مؤكدًا على الدور القيادي الرائد الذي تلعبه المملكة في إطلاق المبادرات العالمية الطموحة.
وأبان معاليه، أن المنظمة العالمية للمياه تُمثّل أداةً لقيادة العمل الدولي، لمواجهة تحديات المياه، وتغيير الفكر التقليدي في إدارتها، مشيرًا إلى أن التحديات لا تقتصر على نُدرة المياه فقط؛ بل تشمل توفيرها في الوقت والمكان المناسب، وتأثيرها على الاقتصاد العالمي وصحة الإنسان والأمن الغذائي وسلاسل الإمداد، في ظل التغيرات المناخية والكوارث المرتبطة بها، منوهًا بأهمية وجود خدماتٍ متكاملة، تشمل الإنتاج، والنقل، والتخزين، والتوزيع، والمعالجة وإعادة الاستخدام، إضافةً إلى ضرورة تبنّي اقتصادياتٍ مبتكرة، ترتكز على تحليل الكلفة والعائد، ونماذج تمويل جديدة؛ لتقليل الاعتماد على الدعم الحكومي، مع تعزيز المشاركة الفاعلة للقطاع الخاص.
وأشار معالي الوزير، إلى أهمية خلق بيئة استثمارية جاذبة، عبر تقليل المخاطر، واعتماد نماذج خصخصة مضمونة، ودعم الأبحاث الهندسية والتقنيات الصديقة للبيئة من الصناديق الخضراء، وتكييف النماذج التمويلية والهندسية مع خصوصية كل دولة؛ لجعل المياه محرّكًا للنمو وتسريع وتيرة الحلول العالمية، ضمن مفهوم الاقتصاد الدائري، والاستفادة من الموارد غيرالتقليدية

من جانبه، قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالمياه السيدة/ ريتنو إل بي مارسودي، خلال كلمتها في الحفل:” إن قطاع المياه حول العالم يواجه تحديات متزايدة تتطلب تعاونًا دوليًا وعملًا منسقًا وملموسًا، وعلى المجتمع الدولي إعطاء الأولوية للتحرك الفعّال، من خلال ضمان التمويل الكافي، وجمع البيانات الموثوقة، وتعزيز القدرات، وتطوير التكنولوجيا الداعمة لقطاع المياه”، مشددة على أن الوقت يمر، وأن تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالمياه والصرف الصحي، يتطلب تكثيف المبادرات والعمل خارج الأطر التقليدية.
وأضافت، أن المنظمة العالمية للمياه التي تم الإعلان عن تأسيسها اليوم في الرياض، تمثل فرصة حقيقية لتكون إحدى الأجندات السياسية الرئيسة على مستوى العالم فيما يتعلق بالمياه، مشيرة إلى أنها ستكون قادرة على توليد تعاونٍ ملموس من خلال دعم مالي وتقني موجه بصفة خاصة لدول الجنوب العالمي، وبناء القدرات، وتوفير التكنولوجيا بأسعار مناسبة، معربة عن أملها في أن تعزز المنظمة تعاونها مع آليات الأمم المتحدة القائمة لضمان التنسيق وتجنب التكرار في تنفيذ جدول أعمال المياه العالمية.
وشهد الحفل التوقيع على ميثاق المنظمة العالمية للمياه من قبل ممثلي الدول المؤسسة (المملكة العربية السعودية، الكويت، قطر، إسبانيا، اليونان، السنغال، باكستان، وموريتانيا)، إضافة إلى عرض مرئي تعريفي عن أهداف المنظمة وأولوياتها.
يذكر أن المنظمة العالمية للمياه، تعتبر نقطة تحول في مسار التعاون الدولي في قضايا المياه من خلال برامج بحثية وتنموية، وتعزيز تبادل الخبرات، وابتكار حلول نوعية تعزز من استدامة الموارد المائية حول العالم، وتهدف إلى تعزيز جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه بشكل شمولي، من خلال تبادل وتعزيز التجارب التقنية والابتكار والبحث والتطوير، وتمكين إنشاء المشاريع النوعية ذات الأولوية وتيسير تمويلها سعيًا لضمان استدامة موارد المياه وتعزيزاً لفرص وصول الجميع إليها.

ل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى