أخبار عالمية
تأجيل هدم المبنى في حيّ السوانة: السكان يستغيثون ويحذّرون من كارثة وشيكة

يارا المصري
صدر أمر في الأسبوع الماضي،بهدم لمبنى سكني مكوّن من عدّة طوابق في حيّ السوانة في شرق المدينة. وقد وقع الخبر كالصاعقة على سكان المبنى الذين يعيش بعضهم فيه منذ أكثر من عشر سنوات. غير أنّه في الأيام الأخيرة أُعلن أنّ الهدم قد تأجّل مؤقتًا بموجب أمر قضائي بعد أن نظّم السكان احتجاجًا أمام المبنى في محاولة يائسة لمنع هدمه.
ورغم أنّ قرار التأجيل منح السكان بعض الراحة، إلا أنّهم عبّروا عن شعورهم بأنّها “استراحة قصيرة” قبل المجهول. وأوضحوا أنّهم يواجهون ضائقة مالية خانقة تجعلهم عاجزين عن تحمّل أعباء المعركة القانونية المطلوبة لتسوية أوضاع المبنى. فإجراءات الترخيص معقّدة ومكلفة، والكثير من العائلات تجد نفسها مضطرة للاختيار بين دفع رسوم المحاكم أو شراء الحاجات الأساسية لأطفالها.
إحدى السكان قالت:
“نعيش على الحافة. فكرة أن الجرافات قد تأتي في أي لحظة لهدم منزلنا تشلّنا. أطفالي يسألونني إن كان البيت سيبقى موجودًا عندما يعودون من المدرسة، وأنا لا أملك جوابًا.”
شارك في الاحتجاج أيضًا سعيد، وهو لا يسكن في المبنى ولكنّه جاء لدعم أحد أقربائه. وقال بأسى شديد:
“الوضع الحالي مأساوي. إذا سمح القضاء بالهدم فلن يكون لديه ولأطفاله مكان ينامون فيه. ليتَه لم يأتِ أصلًا للسكن في هذه المنطقة، بل سكن في مبنى لا يتهدّده جرافات الاحتلال. لكنه الآن في وضع بالغ الصعوبة.”
وأوضح سعيد أنّ عائلته نفسها غير قادرة على توفير الدعم المالي المطلوب:
“نحن أيضًا في وضع اقتصادي سيّئ. كم يمكننا أن نساعد؟ في النهاية المبالغ المطلوبة تصل إلى عشرات آلاف الشواكل ولا أحد منّا يستطيع توفيرها.”
وجّه السكان نداءً عاجلًا للسلطات أو للهيئات الإنسانية من أجل التدخّل العاجل لمنع الهدم ومساعدتهم على تسوية أوضاع المبنى قانونيًا. وأكدوا أنّ التأجيل المؤقت الذي حصلوا عليه بموجب أمر المحكمة ليس حلًا حقيقيًا، بل فترة قصيرة قد تنتهي في أي لحظة بعودة خطر الهدم.
أحد السكان قال:
“نحن لا نطلب صدقات. كل ما نطلبه هو فرصة لتسوية الوضع بشكل منظم. نريد أن نعيش بكرامة، وأن نعرف أنّ منزلنا لن يُهدم فوق رؤوسنا بسبب تعقيدات بيروقراطية لا نفهمها حتى.”
نشطاء محلّيون أعربوا عن انتقادات شديدة لترك العائلات تواجه مصيرها بمفردها. “هذه عائلات ضعيفة لا تملك أي قدرة مالية أو قانونية لمواجهة النظام وحدها”، قال أحد النشطاء.
وفي ختام الاحتجاج، دعا السكان إلى ممارسة ضغط جماهيري ومؤسّسي لمنع هدم المبنى:
“لا يمكننا أن نبقى وحدنا في هذه المعركة. إذا لم نحصل على المساعدة اللازمة في الوقت المناسب، لا نعرف كيف سنتجاوز الفترة القادمة. الأمر لا يتعلّق فقط بالمنزل، بل بمستقبلنا ومستقبل أطفالنا.”