فن و ثقافة

“بنات أُلفة” التونسي و”كذب أبيض” المغربي ينافسان القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار

دخل فيلمان عربيان من تونس والمغرب القائمة الأولية لجائزة أوسكار أفضل فيلم دولي في دورته السادسة والتسعين وفق ما أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأمريكية خيث اختار منظمو جائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي الفيلمين التونسي “بنات ألفة” للمخرجة ألفة بن هنية والمغربي “كذب أبيض” للمخرجة أسماء المدير ضمن القائمة الأولية للمسابقة. وكان هذا الفيلم السينمائي للمدير قد توج بجائزة “نظرة ما” في مهرجان كان بدورته الأخيرة، فيما مثل “بنات ألفة” السينما العربية في المسابقة الرسمية للمهرجان ضمن نفس الدورة ويقام حفل توزيع جوائز الأوسكار في العاشر من مارس 2024 بمسرح دولبي

وأعلنت وزارة الشؤون الثقافية التونسية أنه رسمياً ولأول مرة في تاريخ السينما التونسية، ينافس فيلم “بنات ألفة” لكوثر بن هنية في القائمتين القصيرتين لجوائز الأوسكار في دورتها السادسة والتسعين وهي قائمة الأفلام الوثائقية وقائمة أفضل فيلم دولي.

وتابعت الوزارة في بيان لها أن المركز الوطني للسينما والصورة كان قد أعلن، في وقت سابق، عن اختيار فيلم “بنات ألفة” للمنافسة على جائزة أوسكار لمسابقة أفضل فيلم دولي لفئة الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة والناطقة بغير اللغة الإنجليزية.

وفيلم “بنات ألفة” يصوّر قصة حقيقية كتبتها وأخرجتها كوثر بن هنية وأنتجها حبيب عطية ونديم شيخ روحه، من بطولة هند صبري. وتم تصوير الفيلم في تونس عام 2022، وهو عبارة عن فيلم داخل فيلم مستمد من قصة حقيقية لسيدة اسمها ألفة لديها أربع بنات، ويسلط الضوء على الفترة بين عامي 2010 و2020 بما تحمله من صراعات سياسية واجتماعية ودينية، وتتصاعد الأزمة بسقوط “بنات ألفة” في مستنقع الإرهاب والتطرف وهربهن إلى ليبيا حيث انضممن إلى تنظيم “داعش” الإرهابي وانتهى بهن المطاف في السجن.

و كشفت المخرجة التونسية كوثر بن هنية عن تفاصيل «بنات ألفة»، وقالت إنها بدأت العمل عليه منذ 2016، وإنها كانت تنوي تقديمه فيلماً وثائقياً يحتوي على حوارات مع الأم وابنتين من البنات الأربع فقط، إلا أنه «بعد التصوير شعرتُ أنّ ما أنجزته ليس على مستوى القصة التي يتداخل فيها الماضي بالحاضر، والسياسي بالإنساني، فتراجعتُ عن تقديمه بالشكل الوثائقي».. وأشارت إلى أنّ التوثيق أعاد فتح أفكار جديدة للفيلم: «فكرتُ في المزج بين الروائي والوثائقي

 

وعبرت المغربية أسماء المدير، مخرجة «كذب أبيض»، سعادتها لترشح فيلمها للقائمة المختصرة الأولى لـ«الأوسكار»، قائلة: «فعلتها المغرب مرة أخرى»، وتوجّهت بالشكر إلى فريق الفيلم ووزارة الثقافة ومهرجان مراكش، ولكل مَن دعم السينما المغربية للوصول إلى هذا الإنجاز.

وتضيف: «رحلة التحضير استمرت نحو 10 سنوات، حاولت خلالها تقديم فيلم شيّق»، مشيرة إلى أنها اعتمدت على التوثيق، وسعت إلى سرد القصة ببساطة.

وتكشفت معنى عنوانه «كذب أبيض»: «هو الكذب الذي كان يسرده لنا أقاربنا في صغرنا من خلال الروايات، والقصص الخاصة بهم. بعضها تبخّر من ذاكرتنا مع الوقت، والبعض الآخر يرافقنا حتى يومنا هذا، وقد آن الأوان للمحاسبة والمراجعة، فلماذا هذا الكذب؟ وذلك من خلال مواجهة بين الجيل الأول وهو جيلي، والجيل الثالث وهو جيل الجدّة. أما جيل الوسط، الأب والأم، فدوره كان الصمت».

وبسؤالها عن كيفية اختيار شخصيات حقيقية من أقاربها وجيرانها لأداء الأدوار، توضح أنها منذ بداية عملها السينمائي تعتمد على تقديم الأفلام الوثائقية، وهي تحتاج فترة تحضير طويلة لتبصر النور، و«لذلك لا يحتاج الممثلون المشاركون إلى التدريب، لأننا نتدرّب لسنوات، فتختفي رهبة الوقوف أمام الكاميرا». وتتابع: «كما أنني قادرة على إقناع المقرّبين لي بالتمثيل، وهم يثقون بي، ويؤمنون بأفكاري»، مشيرة إلى أنّ «الفيلم حقق طوال الأشهر الماضية نجاحات في كبرى المهرجانات العالمية، أبرزها (كان)

وتضم قائمة أفضل فيلم دولي 15 فيلما من بين 88 فيلما رشحتها دولها للمنافسة على الجائزة التي تمنح سنويا لفيلم منتج خارج الولايات المتحدة، لا تقل مدته عن 40 دقيقة، ولا تزيد اللغة الإنكليزية في حواره عن 50 بالمئة.

ويحق لكل دولة ترشيح فيلم واحد فقط من إنتاجها للمنافسة على الجائزة التي لم يسبق أن فاز بها أي فيلم عربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى