
يوسف جلال
حث وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إسرائيل وحماس على عدم تعطيل المفاوضات التي قال إنها قد تكون “الفرصة الأخيرة” لتأمين هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
وقال بلينكن، الذي يقوم بجولته الإقليمية التاسعة إنه عاد إلى تل أبيب “لإتمام هذه الاتفاقية وتجاوزها في نهاية المطاف”.
وقال بلينكن أثناء لقائه بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ “هذه لحظة حاسمة ـ ربما تكون أفضل فرصة وربما الأخيرة لإعادة الرهائن إلى ديارهم والتوصل إلى وقف لإطلاق النار ووضع الجميع على مسار أفضل نحو السلام والأمن الدائمين”.
وعقد بلينكن اجتماعا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومن المقرر أن يلتقي في وقت لاحق بمسؤولين آخرين قبل توجهه إلى القاهرة حيث من المتوقع أن تستأنف محادثات وقف إطلاق النار هذا الأسبوع.
ماذا قال بلينكن؟
قال وزير الخارجية الأمريكي خلال لقائه مع الرئيس الإسرائيلي: “هذه لحظة حاسمة. ربما تكون أفضل، وربما آخر فرصة لإعادة الرهائن إلى ديارهم، والتوصل إلى وقف إطلاق النار ووضع الجميع على مسار أفضل للسلام والأمن الدائمين”.
وأضاف: “أنا هنا أواصل الجهد الدبلوماسي المكثف، بناء على تعليمات الرئيس بايدن، لمحاولة التوصل إلى هذا الاتفاق”.
وقال: “حان الوقت أيضا للتأكد من عدم اتخاذ أي شخص أي خطوات يمكن أن تعرقل هذه العملية. لذا فإننا نعمل على التأكد من عدم وجود تصعيد، وعدم وجود استفزازات، وعدم وجود أفعال يمكن أن تبعدنا بأي شكل من الأشكال عن الوصول إلى هذا الاتفاق أو تصعيد الصراع إلى أماكن أخرى وبشدة أكبر”.
“أعلم أن هذه لحظة محفوفة بالمخاطر في إسرائيل مع القلق العميق بشأن احتمال وقوع هجمات من إيران، أو من حزب الله ومصادر أخرى”.
“لكن التركيز في زيارتي ينصب بشكل مكثف على استعادة الرهائن، وإتمام وقف إطلاق النار. لقد حان الوقت لكي يقول الجميع “نعم” وألا يبحثوا عن أي أعذار لقول “لا”.
ماذا قال هريتسوغ؟
أنحى هرتسوغ على حماس باللائمة، قائلا: “يجب على الناس أن يفهموا أن الأمر يبدأ برفض حماس المضي قدما فيه. نحن ببساطة لا نزال نأمل كثيرا في أن نتمكن من المضي قدما في المفاوضات التي يعقدها الوسطاء”.
ثم توجه بالشكر إلى الوسطاء فقال: “أود أن أشكر الولايات المتحدة ومصر وقطر على جهودهم نيابة عن هذه القضية النبيلة. لا يوجد هدف إنساني أعظم ولا توجد قضية إنسانية أعظم من إعادة رهائننا إلى ديارهم كما كان ينبغي لهم أن يعودوا منذ زمن بعيد”.
وأشاد بالدعم العسكري الأمريكي، قائلا: “لقد حشدتم تحالفا قويا ومثيرا للإعجاب من الجيوش والبحرية والقوى التي جاءت إلى هنا لحماية مصالح تحالف الدول التي تريد التحرك نحو السلام ومستقبل أفضل في الشرق الأوسط، في مواجهة إمبراطورية الشر التي تبدأ وتنبع من طهران”.
واختتم تعليقاته برسالة فحواها: “أنه لا ينبغي لأحد أن يهاجم إسرائيل أو يتدخل في حقنا الواضح المتأصل في الدفاع عن النفس. شكرا جزيلا لك يا سيادة الوزير”
اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحماس
وتبادلت إسرائيل وحماس اللوم على تأخير التوصل إلى اتفاق هدنة يقول دبلوماسيون إنه قد يساعد في تجنب اندلاع حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.
وكان نتنياهو قد اتهم حماس أمس بالـ”تعنت” في المحادثات ــ بينما قالت حماس إن إسرائيل وضعت شروطا جديدة بهدف إطالة أمد الحرب.
ويتهم نتنياهو حماس بالتمسك “بالرفض في نهجها”، ويصر على أن بلاده يجب أن تبقى في الشريط الاستراتيجي من الأرض بين مصر وغزة لمنع حماس وغيرها من إعادة التسلح.
ورفضت حماس استمرار وجود القوات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية متهمة إسرائيل بوضع شروط جديدة لتخريب المحادثات.
وتقول مراسلة بي بي سي في القدس، يولاند نيل، إن رسالة بلينكن هي مواصلة الضغط، إذ قال إن الوقت قد حان لكي يصل الجميع إلى قول “نعم”، وألا يبحثوا عن أي أعذار للرفض، وقول “لا”.
قائمة بالمفاوضات المتعلقة بحرب غزة منذ 7 أكتوبر إلى اليوم
هل أجلت مكالمة هاتفية قطرية الضربة الإيرانية المتوقعة ضد إسرائيل؟


وتزايدت الحاجة الملحة إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد تهديد إيران وجماعة حزب الله بالرد على إسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران وفؤاد شكر في جنوب لبنان.
وكان من المقرر أن ينفذ الاتفاق الذي اقترحه الرئيس بايدن، في 27 مايو/أيار الماضي، والذي يتضمن ثلاث مراحل تبدأ بـ”وقف إطلاق نار كامل وشامل” لمدة ستة أسابيع، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وتبادل بعض الرهائن ــ بما في ذلك النساء وكبار السن والمرضى والجرحى ــ مع السجناء الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل، ثم إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء الآخرين و”إنهاء الأعمال العدائية بشكل دائم”، وأخيراً خطة لإعادة إعمار غزة وإعادة رفات الرهائن القتلى.
إلا أن حركة حماس اتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بتعديل المقترح الأصلي، و”وضع شروط جديدة في ملف الرهائن، بينما تراجع عن بنود أخرى، على نحو يحول دون إنجاز الصفقة”.
وأوضحت الحركة في بيان الأحد أن المقترح الجديد “يستجيب لشروط نتنياهو ويتماهى معها”، وخصوصاً فيما يتعلق بالوقف الدائم لإطلاق النار، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، و”إصراره على مواصلة احتلال محور نتساريم، ومعبر رفح وممر فيلادلفيا” بحسب البيان.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية عن مراسلها العسكري يوسي يهوشوع أن “المؤسسة الأمنية في إسرائيل حثت رئيس الحكومة على قبول هذه الصفقة، ويعتقدون أنه من الممكن التخلي عن محور فيلادلفيا مؤقتا لمدة ستة إلى ثمانية أسابيع”، إذ تعتبر أن “حياة الرهائن تستحق العناء”، لكنه أشار إلى إمكانية “العودة إليه في أي وقت”.
وأشار مراسل الصحيفة الإسرائيلية إلى أن المؤسسة الأمنية تعي أن الإدارة الأمريكية تربط بين الصفقة الحالية والوضع الإقليمي وتهدئة التوترات مع إيران وحزب الله، مشراً إلى أن هناك “صراع داخل المؤسسة الأمنية” التي تنتظر رد رئيس الوزراء الإسرائيلي على الصفقة.