مقالات
بكل هدوء.. “نعم”

لماذا ترك الشعب التونسي العظيم كلاّ من البايات ثم بورقيبة ثمّ بن علي ثمّ منظومة ما قبل 25 جويلية يرحلون بطريقة غير ديمقراطيّة ومع ذلك لم يهبّوا لنصرتهم ؟!
إنّها بكل بساطة، عدالة “الديمقراطية الخفية” التي لا تنصر أحدا مهما كان مجده وأمجاده وشرعيّته ومرجعيّيته، والتي لا تسمح ببقاء من “وجب” او “توجّب” او “حان” وقت رحيله.
من يريد أن يضمن بقاءه او أن يضمن رحيله من الباب الكبير، توجّب عليه أن يرضي “الضمير الخفي” لشعبه وان لا يعرّض نفسه او منظومته لغضب “الديمقراطية الخفية”..
الشعب التونسي ما كان ليسمح للرئيس قيس سعيد بالبقاء دقيقة واحدة بعد 25 جويلية 2021 لو كانت له حتّى “عاطفة خفيّة” نحو منظومة ما قبل 25 جويلية.. تماما مثل ما فعل مع بن علي ومع بورقيبة ومع البايات.. ومع غيرهم في تاريخ البلاد..
ولا اظن الرئيس قيس سعيد سيكون على المدى المتوسّط والبعيد بمنأى عن عدالة “الديمقراطية الخفية” للشعب التونسي الذي يتابع ويلاحظ ويراقب ويقيم وينتظر.. وللرّجل أن يختار من الآن باب خروجه.. بابا عظيما او بابا صغيرا مهما كانت السلطات والضمانات التي سيوفرها الدستور الجديد.
الرّئيس يقود مسارا دستوريّا ينتهي يوم 25 جزيلية 2022 ولا اعتقد مطلقا وموضوعيّا انّ العودة إلى الوراء ستكون ممكنة وفي صالح تونس، كما لم يحصل ذلك منذ عهد البايات..
الرّئيس سيضع نفسه وجها لوجه امام كل الاستحقاقات الأخرى الإقتصادية والإجتماعيّة وغيرها.. حينها فقط يبدأ العدّاد الحقيقي..
بكلّ هدوء، وبكل احترام للآراء المخالفة وبكل “ديمقراطية غير خفيّة”: “نعم للدستور الجديد” وأهلا وسهلا بمرحلة جديدة يكون فيها للشعب دائما وأبدا كلمته الفصل سواء بالديمقراطية الحقيقية المنشودة او “الديمقراطية الخفية” مرّة أخرى.
تونس تستحق دائما الأفضل ولن تقف قوّة امام إرادة شعبها..
الإختبار الوحيد الذي يكرم فيه اي زعيم او يهان هو “باب الخروج”..اما ابواب الدخول، فقد أهدى التاريخ للصّالح وللطّالح تذاكر عبور..
“نعم” …
عبدالكريم حمداوي
11-07-2022