باحثون يُثبتون أنّ لعلم الفلك أيضا انبعاثات تُلوّث الجو!

ثبتت دراسة علميّة حديثة أنّ علم الفلك يساهم في تغيّر المُناخ. إذ تُؤدّي عمليّات مُراقبة النّجوم إلى انبعاث كميّات غير قليلة من ثاني أكسيد الكربون ما يستوجب العمل على الحدّ من هذه الانبعاثات من المُنشآت الّتي يستخدمونها في أبحاثهم لدرء الخطر المُناخي.
وتُعدّ المرّة الأولى الّتي يسعى فيها باحثون إلى احتساب كميّة “غازات الدفيئة” المُنبعثة من أدوات عمل 30 ألف عالم فلك، ومنها تلسكوبات راديوية أرضية و مسابر فضائية وروبوتات متجولة ترسل إلى الفضاء.
وتشير النتائج الأوّلية للدّراسة الّتي نُشرت في مجلة Nature Astronomy إلى أنّ النشاط الإجمالي لهذه الأدوات أنتج منذ بدء تشغيلها ما لا يقل عن 20,3 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، ما يعادل رصيد الكربون المسجّل سنوياً في إستونيا أو كرواتيا أو بلغاريا. وتبلغ الكمية التي ينتجها عالم الفلك الواحد 1,2 مليون طنّ سنوياً.
كما أضافت الدّراسة أنّ هذه الكميّة هي أعلى تقريبا بخمس مرّات من تلك المُنبعثة جرّاء رحلات عُلماء الفلك الجويّة الّتي يُجرونها لأسباب تتعلّق بعملهم.
و لتقييم حجم هذا المسبب، أجرى الباحث عمليات تدقيق في 50 مهمة فضائية و40 منشأة للمراقبة موجودة على الأرض، من بينها تلسكوب هابل و مرصد بلانك الفضائي و بعثات الاستكشاف إنسايت (المريخ)، و مسبار روزيتا (المذنب “تشوري”) وتلسكوب VLT الكبير جداً في تشيلي.
وتتمثّل الطريقة المثالية في التعاطي مع الأدوات بالأخذ في الاعتبار المواد المُستخدمة في بنائها وتكاليف تشغيلها وكميات الكهرباء التي تستهلكها. لكنّ هذه المعطيات لم تكن غالباً متوافرة، ويعود السّبب إلى غياب الشفافية من جانب وكالات الفضاء.