صحافة ورأيمجتمع

انهض وناضل

لطالما ابهرنا العقل البشري فبعد احتلال اينشتاين الصدارة في اختبار الذكاء حازت تلميذة في مدرسة ابتدائية ببريطانيا تبلغ سن العاشرة، على أعلى درجة في اختبار الذكاء لجمعية «منسا» الدولية، محققة معدل 162 في اختبار «كاتل 3 بي» الذي يختبر المنطق اللفظي. والد فريا مانغوترا، العالم النفساني، كولديب كومار قال لصحيفة «ديل ميل» إن المسؤولين في «منسا» أبلغوه أن طفلته الوحيدة هي رسمياً «عبقرية»، وإن المعدل الذي حصلت عليه في اختبار المنطق اللفظي هو أعلى درجة يمكن تحقيقها تحت عمر 18 سنة،

اصبحنا نشاهد اطفالا يبرعون في الحساب الذهني،اطفالا رغم صغر سنهم يتكلمون اكثر من ثلاث او اربع لغات وهم لم يتجاوزوا سن العاشرة واصبحنا نهتم كثيرا بالتقديرات والدرجات العلمية لابنائنا واصبحت المنافسة ليست بين الاطفال فقط بل اصبحت تدار العملية من قبل اولياء يتنافسون فيما بينهم ايضا!!!

ساحدثكم اليوم عن اصغر طبيبه في العالم والتي تجاوزت مراحل الروضة والتحضيري والاعدادية في ست سنوات

ودخلت الجامعه في سن 13 لتدخل موسوعة غينيس وتصبح اصغر طالبة في العالم،لتدخل بمنحة قدمتها لها الشيخة موزة حيث التحقت بكلية “وايل كرونيل”لدراسة الطب لتتفرغ لها والدتها وتسافر معها للدوحه طيلة فترة دراستها مدة 7 سنوات وتركت باقي ابنائها مع والدهم .

كانت تضحية الام من اجلها اكبر دافع جعلها تضاعف جهودها لتصبح بعد ذلك اختصاصية في امراض القلب لتحصد اخيرا اقبال محمود الاسعد الشابة الفلسطينية على رقم قياسي جديد لتكون اصغر طبيبة بعمر العشرين عاما.

تبهرنا مثل هذه القصص عن النجاحات العظيمة ونتمنى ان يختصر الجميع مشواره الدراسي ويتوج سريعا نبوغه ويدخل في معترك الحياة وداخل علاقات الانتاج ولا ننسى ونحن نثني على البطلة الفلسطينية ونسرد قصة نجاحها وتفردها بهذا اللقب في وقت قصير ان نفكر اطفالنا ان النجاح والوصول مهم وان الرحلة والطريق الذي نسلكه انما هو اهم فليس المهم متى تصل المهم ما تعلمته خلال رحلة الوصول الى هدفك،فالمطبات والعوائق (ايا كانت نفسية؛اقتصادية..) التي تواجهك وطريقة تعاملك وخروجك منها هي التي ترسم ملامح شخصيتك وتجعل منك شخصا متفردا فليس المهم ان تكون طبيبا ماهرا او سائق طائرة وانت انسان هش،او غير متوازن. باعتبار اننا لا نملك كلنا نفس درجة ال IQ ولا نستوعب الامور بنفس السرعة و لا نجتهد بنفس الكيفية،ولا نمتلك جميعا نفس الظروف فلا باس في بعض الاحيان ان نغفر كبوة لابنائنا اذا ما اخطووا مرة او مرات في تسديد الهدف

ان حديثنا اليوم عن البطلة الفلسطينية اقبال سيكون بمثابة اعتراف منا لها على تفردها و اجتهادها وليس لتركيب عقد نفسية لابنائنا او للضغط عليهم،وانت تقرا هذه الاسطر يجب ان لا تنسى انك انت ايضا شخص متميز ولك مكانتك في هذا العالم فانهض وناضل لافتكاكها فان تصل متاخر خير من ان لا تصل ابد..

خلود هداوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى