بقلم : إبتسام عليا
الوعي ليس درجاتٍ نتسلّقها، بل تردّدًا نستعيده.
فكلّما تلاشى الخوف من أعماقنا، ارتفع فينا تردّد الحب،
واتسعت دوائر النور في القلب والعقل والروح.
رفع الوعي لا يعني أن نصبح “أفضل” مما كنّا،
بل أن نعود إلى حقيقتنا الأولى،
إلى ذلك الصفاء الذي سبق كلّ خوف، وكلّ تردّد، وكلّ قناع تعلّمناه كي نتماشى مع العالم.
الوعي هو أن نتذكّر أنّا كنّا النور، منذ البداية،
وأنّ الأرواح لا تنطفئ، بل تُغَطّى بغبار التجارب،
وأنّ مهمتنا ليست أن نبحث عن النور خارجنا، بل أن نزيل الغشاوة التي حجبت ضوءنا الداخلي.
عندما يرتفع وعينا،
نرى أنّ ما كنّا نسمّيه ظلامًا لم يكن إلاّ أجزاءً منّا
تنتظر أن نلتفت إليها بحبّ، لا بحكم.
نكتشف أنّ الجرح كان رسالة،
وأنّ الخوف كان بوّابة،
وأنّ كلّ تجربة كانت سلّمًا للعودة إلى الذات.
نحن لا نكتسب الوعي،
لأنّه لم يغادرنا أصلًا.
نحن فقط نسترجع ما نُسي،
نُعيد لأنفسنا الصوت، النور، والصفاء الذي كنّا عليه…











